الثلاثاء، 27 يناير 2009

المرايات الجانبية للسيارة، اختراع اصاب شعب مصر بالحيرة

فى العالم كله تباع السيارات بمرايات جانبية خارج السيارة كانت فى الماضى مرآه واحدة فى جهة السائق أما فى الوقت الحاضر فقد اصبحت مرآتين، واحدة فى كل جهة، وبالرغم من ان العالم كله يعرف استخداما واحدا قياسيا لهذة المرايات، إلا ان بلدنا ذات الطابع المتفرد فى كل شئ قد اختلفت فيها التعريفات بشدة لوظيفة هذة الزوائد البلاستيكية ذات السطح المصقول التى تطل فى فضول من جانبى السيارة
فبينما نجد ان تعريفها بالنسبة لأصحاب السيارات من كبار السن ومن بدأو القيادة قبل عصر وجود المرآتين الجانبيتين من الرجال والسيدات هى انها بروزات لا قيمة لها فى السيارة ، افضل ما يمكن اداؤه بشأنها هو ان تظل مغلقة حتى لا تصاب بالبرد والانفلونزا، اما بالنسبة لمسألة متابعة ما يحدث خلف السيارة فهم يقودون بمنطق "ما يحدث خلفى لا يخصنى ومن تدخل فيما لا يعنيه لقى ما لا يرضيه"
اما بالنسبة لطبقة جيل الوسط من الموظفين ممن يبذلون جل جهدهم فى الحصول على سيارة كورية او يابانية وغالبا ما يتم دفع ثمنها بالتقسيط، فأهم وظيفة للمرآه الجانبية هى ان تنضبط وتنطوى كهربائيا لتحقيق مساحة من التفوق على الزملاء والأقارب ممن اشترو سيارة لا تحمل هذة الخاصية وبالتالى يكون للمرآة المكهربة دور هام فى تحقيق الشعور بالرضا لدى مشترى السيارة
بالنسبة للكثير من سائقى التاكسى فإن دور المرآة الجانبية ينصب فى الأساس على متابعة ما يحدث داخل السيارة وليس خارجها ، وخاصة لو ركب السيارة شاب وشابة متحابين او مخطوبين، وفى متابعة ما يحدث فى الخلفية ايا كان -سواء مشهد رومانسى او مشهد مشاجرة او مناقشة فلسفية بين الركاب-توفيرا لنفقات الذهاب للسينما واضافة للخلفية الثقافية للسائق ، والتى سيقوم لاحقا بنقلها كلاميا لزبون آخر باعتبار أن سأئق التاكسى يشارك الحلاق فى اداء دور المركز القومى لنقل المعرفة ، كما ان متابعة ما يحدث فى خلفية السيارة يتيح للسائق احيانا المطالبة بأجر إضافى مقابل التغاضى عن رؤيته ، ولذلك نجد ان سائق التاكسى قام بتركيب 42 مرايه جانبية اضافية بالإضافة الى المرايات الأصلية
اما بالنسبة لسائقى النصف نقل والميكروباص، وخاصة هذا الأخير، فإن المرايه الجانبية تقوم بدور مختلف تماما ، فهى ودن طالعة من العربية وظيفتها الأساسية معرفة مدى اقتراب السيارة من الاخرى التى بجانبها، فإذا لطشت المراية مراية السيارة الموجودة على اليمين او اليسار يعرف السائق انه قد وصل لأقصى حد فى التضييق على صاحب السيارة المجاورةبالنسبة لسائق النقل الثقيل واتوبيسات السوبر جيت نجد ان المراية الجانبية وظيفتها الأساسية تحديد حجم السيارة القادمة من الخلف ، فإذا كانت أسدا من طراز السيكسويل او حوتا من طراز التريللا افسح لها الطريق اما لو كانت حشرة من طراز الملاكى او الأجرة فالطريق مغلق والإ فالإنفعاص تحت دنجل عجلات النقل هو المصير
بالنسبة للأطفال الذين يسيرون فى الطريق فمرايات السيارات تمثل لهم نوع من انواع المرجيحة التى يحق للطفل التعلق بها ممارسا فصلا من فصول الألعاب البهلونية ، ينتهى عادة بالمراية فى يد الطفل منفصلة عن موطنها الأصلى فى باب السيارة، وهنا تكون متعة الطفل فى قمتها حيث يقوم بجرها على الأرض لمسافة لا بأس بها متصورا انه الضابط راكب الحصان فى فيلم الأرض فى حين تقوم المرآة بدور محمود المليجى المربوط خلف الحصان المنطلق، عشرة دقائق من سحل المرآه على الأسفلت حتى يمل منها الطفل السادى فيتركها فى وسط الطريق لكى تتولى عجلات السيارات المارة باقى مهمة إعادة تدوير مكونات المرآه فى البيئة الطبيعية
اما بالنسبة لطائفة البوابين ومن يكسبون رزقهم من غسيل السيارت -او الإدعاء بأنهم غسلوها وهى الحالة الأكثر انتشارا- فالمرآة تشترك مع المساحات فى كونها الدليل المادى على قيام البواب بعملية الغسيل-التى هى فى الغالب لم تتم، او ان ما تم بشانها هو فتح خرطوم المياه على السيارة لمدة نصف دقيقة وتركها بطينها ليجففها الهواء- ولذلك مع قيام البواب برفع المساحات وتركها مرفوعة، يقوم بفتح المرايات اذا كانت مغلقة وغلقها اذا كانت مفتوحة، ويا حبذا لو كانت المرايات تطوى كهربائيا، ويحاول البواب فتحها فلا تنفتح، فيقتنع فى قرارة نفسه ان مقاومة المراية للفتح هى حيلة من البيه صاحب السيارة حتى يصعب على البواب ايجاد الدليل العملى على انه غسل السيارة، فيصاب بحالة من العناد تنتهى بالمراية وقد تدلت على جانب السيارة كرأس الخروف المذبوح، فيتركها الجزار، عفوا اقصد البواب الى السيارة التالى لكى يقوم بذبح..........امممم اعنى غسيل السيارة التالية وشعورا بالرضا عن النفس قد غمره لإجادته فى عمله وتفانيه فيه
بالنسبة لتوكيلات السيارات تمثل هذة الزوائد الخارجة من السيارة ، هى والفوانيس، مصدرا هاما من مصادر السبوبة ، فبينما ان اجزاء المحرك تتماثل بين العديد من السيارات ويستوردها التجار من كل بقاع العالم مما يجعل المنافسة حامية وهامش الربح قليل، يبقى الفانوس والمراية خواص ذاتية لكل موديل من السيارات لا يمكن تبديلها بمكونات من موديل آخر إلا فيما ندر ، وحيث ان المراية المضروبة التى تباع خارج التوكيل غير جيدة بالمرة، وبناء على ما اسلفناه مما تتعرض له المرايات، فهنا يتعامل التوكيل مع صاحب المراية المكسورة بنظرية (أنت جايلى جايلى) وهكذا تسمع ارقاما تبدأ بالمئات وتنتهى بالآلافات فى مرآه لا يتكلف صنعها سوى بضعه عشرات من الجنيهات على اقصى تقديروأخيرا وليس آخرا يبقى لنا استخدام هام جدا لهذا الكم الغير عادى من المرايات المتوافرة فى الطريق كمنحة مجانية لطالبات الثانوى، حيث تمثل المراية الجانيبية للسيارة اهم وسائل المراجعة النهائية قبل الإمتحان، اما المراجعة فهى لدقة توزيع المساحيق المطلية على الوجه وعدم وجود ايه اخطاء فيما يتعلق بالرموش والحواجب وخلافه، والإطمئنان على التسريحة ان كانت غير محجبة أو الإطمئنان على دقة رسمة خصلة الشعر الظاهرة من تحت الطرحة-قال يعنى نازلة سهوا وخطا- ان كانت محجبة،و اما الإمتحان فهو التقييم الذى تحصل عليه الطالبة من طلبة مدرسة البنين المجاورة المحتشدون حول اسوار مدرسة البنات للمعاينة والتقييم
شفتم قد ايه اختراع المراية الجانبية للسيارة-الذى قد يبدو بسيطا لسكان العالم كله-هو بالنسبة لنا مسالة ثقافية فلسفية غاية فى العمق ؟

هناك 7 تعليقات:

  1. تحليل واقعى ومنطقى ، ولغة راقيه تستحق التقدير
    تسلم يا م/ سبعاوى

    ردحذف
  2. احسنت فى تغيير لون الخلفيه،،

    مع خالص تحياتى.

    ردحذف
  3. بجد ياسبعاوي مش ممكن
    اسلوبك رائع وساخر بجد
    انت حللت كل جوانب الموضوع فعلا بحييك علي اسلوبك ومقالك الهايل ده :)

    R A N A

    ردحذف
  4. بجد فنان اسلوبك اكتر من رائع
    ربنا يحميك والى الامام

    م/ مادو

    ردحذف
  5. رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع
    سعيد شعبان عيد

    ردحذف
  6. اول عربية سوقتها 127 كانت من غير مراية يمين وبالتالي اي عربية اركبها مش بعترف بالمرايا اليمين ولا بعرف استخدمها :)

    لبنى

    ردحذف