الاثنين، 12 يناير 2009

انا والطريق(الجزء الثالث)

هذا هو الجزء الثالث من مجموعة المواصيع القصيرة التى نشرتها خلال العام الماضى، ابدؤه بمجموعة لقطات صيفية:

1-لقطة رقم 1: على طريق اسكندرية الصحراوى فى اقصى الشمال سيارة عتيقة قدمت منذ عشرين سنه طلبا للإحالة الى المعاش، يقودها رب اسرةمن فئة الموظفين وقد جلست بجانبه المدام، سيدة بدينة متشككة تحمل على حجرها طفل يتدلى المخاط من انفه وفى يده نصف رغيف فينو، اما على الكرسى الخلفى فقد جلس خمسة اطفال اثنين منهما اخرجوا رؤسهم واذرعتهم وظهورهم من شباكى السيارة وراحو يتسلون بالتلويح بإشارات بذيئة لركاب السيارت الأخرى، وثلاثة اخرين قد الصقوا افواههم بالزجاج الخلفى وراحو يخرجون السنتهم للسيارات التى خلفهم، وتنوء السيارة المسكينة بأوزار من الأحمال فوق سقفها منها على سبيل المثال مرتبتين وغسالة ملابس وبوتاجاز، ناهيك طبعا عن انبوبة البوتاجاز الموجودة فى الشنطة ضمن 20 شنطة ملابس اخرى و10 حلل محشى، السيارة تسير على يسار الطريق بسرعة 40 كيلومتر فى الساعة هى كل ما تستطيع بلوغه من سرعة،وسائقها يرى ان مفيش على الطريق غيرة ويرفض ترك الحارة اليسرى فى حين ان المسكينة تنوء بحملها وحافتها الخلفية تكاد تحتك بالأرض ، بل وتحتك بها مع اى ارتفاع فى الطريق وتصدر شرار، هذا المشهد ينتهى عادة فى منتصف الطريق بفردة نائمة والمدام قد اراحت جسمها البدين على صخرة فى جانب الطريق وحلل المحشى التى كانت تملأ الشنطة قد تبعثرت فى الطريق وانكشفت لاعين الغرباء طلبا للإستبن الموجود فى قاع الشنطة والذى عادة يكون نايم هو كمان وتضيع فرحة المصيف فى بهدلة السيارة
كلمة فى اذن صاحب السيارة: كل حاجة فى الدنيا ولها حد اقصى لقدراتها، ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء

2-لقطة رقم 2:صيف بأة ومصايف وجو آاخر هيصة، تلاقى يا عم 3 او اربع عائلات قرايب رايحين يصيفوا فى شقة واحدة فى اسكندرية توفيرا للنفقات، ما علينا مش موضوعنا، المهم طبعا وهم رايحين البحر او راجعين، كلهم محشورين فى عربية واحدة،طبعا يوجد ستة افراد كبار+من يمكن له الجلوس على حجرهم من الاطفال داخل السيارة، اما الاطفال الأكبر حجما فكلهم قاعدين فى شنطة السيارة، انا هنا مش بتكلم على عربية استيشن، انا بتكلم على عربية سيدان، 4 أو 5 اطفال قاعدين فى شنطة السيارة ومدلدلين رجيلهم برة الشنطة والشنطة مفتوحة، ممكن اسأل سوال، يا ترى رجلين الأطفال دى إيه مصيرها لو سائق العربية ضرب فرامل جامدة واللى وراه خبط فيه؟يحضرنى هنا بيت الشعر القائل: لكل داء دواء يستطب به..... إلا الحماقة اعيت من يداويها

3-تالت لقطة صيفية: شارع عباس العقاد او شارع جامعة الدول العربية، تلاقى اربع او خمس شباب زى الورد كل واحد حوالين راسه غابة غناء من الشعر، اللى قاصه على شكل كورة واللى عامله ضفاير واللى قاصصه على شكل مربعات شطرنج راكبين عربية يتراوح نوعها حسب امكانيات السيدة والدة الشاب قائد السيارة-اللى عادة بيكون واخد عربيه الست والدته-من الفيات 127 الى البى إم دبيلو، وطبعا مركبين فيها صب ووفر واخد شنطة العربة كلها، وصوت البووو تشششش بووو تش اللى طالع من العربية يقلق الأخ خوفو فى مضجعه فى الهرم الأكبر، ولو صادف انك قعدت فى مكان ثابت من الشارع هتلاقى ان العربية نفسها ممكن تعدى قدامك اكثر من 50 او ستين مرة، ويا سلام بقى لو ظهرت فى الشارع اى انثى ويكون بس كعبها مكشوف، تلاقى الشباب دول وامثالهم ممن يملئون الشارع جاتلهم حالة من لسعان الدماغ لا تقتصر فقط على المشى بالعكس فى شارع بمثل هذة الدرجة من الزحام لكن قد تتطور الى القفز فوق الجزيرة الوسطى والمشى على الحيطة او الطلوع بالسيارة على عمدان النور لو امكن، ولتذهب سيارة ماما الى الجحيم، امال بابا شغلته إيه، مايجيب لنا غيرها، وكله يهون فى سبيل اننا نلحق القطة قبل غيرنا من الصياديناهمس فى اذن الام التى تعطى ابنها المراهق السيارة عالمة انها لن تستخدم سوى فى سفه: يوم القيامة ربنا هيسالك عن المال فيما انفقتيه، وحبك لابنك ليس مبررا لتشجيعه على السفة، إذا كان ربنا اكرمك بزوج ميسور ومحب اشترى لك سيارة ، فغيرك مش لاقى يركب اوتوبيس ، اتقى الله يا سيدتى فيما انعم عليك به من مال واستخدمى مالك فى المنفعة وليس فى السفه

4-ليه لما بكون ماشى بعربيتى على طريق طوالى فى الشمال وسريع واعدى جنب واحد كان ماشى فى اليمين بالراحة وفى حاله الاقيه فجأة يصيبه جنون الإضطهاد ويقرر انه يحرق على عربييته ويرمى نفسه فى الشمال ويسد عليا السكة ويضطرنى انى ارمى يمين علشان اعدى منه وابص فى المراية الاقيه عمال يلهب كبد عربيتة بالسياط علشان يعدى منى انتقاما لما يظن انه كرامته التى اهدرتها، مع انه فى كثير من الاحيان هو بيكون راكب عربية مرسيدس كومبريسور مثلا وانا راكب سيات 133، يعنى لا يمثل عبورى منه اى اهانة لكرامته لأنه معروف ومفهوم انه لو كبس على عربيته الهواء اللى طالع من شكمانه هايطيرنى من على الطريق، اوا العكس يكون هوا راكب 127 مثلا(دايما بلاحظ الحالة دى عند راكبى ال127 بالذات) وانا راكب عربية حديثة تخفى تحت كبوتها اكثر من 100 حصان ، يعنى مهما هو عمل بالأربعين حصان اللى عنده مش هايحصلنى، فانا مش فاهم ليه العقد العجيبة عديمة المعنى دى؟

5-حالة اجتماعية غريبة جدا يعبر عنها دائما الباب الأيمن لسيارتى ، فهو دائما فى حاجة للإصلاح( اكرة داخلية او خارجية ماتفتحش، الشبالك بيعلق او بايظ، سنترال لوك بايظ ، الخ) علما بأن عمرى ما صلحت اى حاجة فى الباب ايسر الامامى لأى سيارة امتلكتها-مع انه الأكثر إستعمالا-ولكن دائما الباب الأيمن، وهو ما يعبر لى دائما عن مدى امتنان اى شخص اتطوع بتوصيله الى اى مكان من خلال رزع باب السيارة رزعة تكاد تقتلعه من جذوره ومعه قلبى، والغريب جدا ان الناس بتزعل وتتقمص لو قلت لهم "بالراحة على الباب" وياخدوها انى بتتمنظر عليهم علشان يعنى عندى عربية وهو لا، لكن انا مش مفروض ازعل ولا اتقمص لما كل واحد يركب معى العربية يفش كل الغل اللى بيشوفه من مديره وحماته وعياله ومراته فى باب عربيتى

6-حينما نكون مقيمين فى بلد ثروتها الأساسية هى الغاز الطبيعى ، ممكن حد يفهمنى ازاى ثقافة الإنتقال فى بلدنا تكون معتمدة على سيارات خاصة بتمشى بالبنزين وسيارات تجاريةوقطارات بتمشى بالديزل، وحتى محاولاتنا للتعامل مع الغاز هى محاولات عقيمة لتحويل محركات البنزين للعمل بالغاز فيما ينتج لنا فى النهاية محركات كسيحة لا تسمن ولا تغنى من جوع ،سؤال محيرنى، ليه مش بنستورد او نجمع عربيات بتشتغل اصلا بالغاز مع ان كل شركات العالم المحترمة لديها محركات مبنية اساسا للعمل بالغاز الطبيعى؟

7-عندى اعتقاد ان المدرسة التى يتخرج منها البوابين فى مصر فيها مدرس جغرافيا معتوه يقوم بتعليم شباب البوابين ان مصر تقع فى منطقة بحيرة فيكتوريا او سهول نهر الامازون، جاء لى هذا الإعتقال وانا أشاهد كميات المياه التى تتعدى حدود العقل بآفاق بعيدة والتى يهدرها سلاح البوابين كل صباح على غسيل السيارات حتى تتجمع فى منابع صغيرة على اسفلت الشارع تنتهى بنهر كبير فى نهايته يجعلك تعتقد ان الدنيا مطرت او ان فيه ماسورة ضاربةفبينما اننى بطبيعة عملى اشاهد المشقة اللازمة لأنتاج لتر واحد من مياه الشرب-حتى لو لم تكن افضل مياه شرب فى العالم-إللا اننى اصاب بالضغط والسكر والقولون العصبى حينما اشاهد بوابا يقف بكل بلاهة الدنيا فاتحا خرطومه فوق سيارة ليهدر عليها كمية من المياه-ناهيك عن انها تكفى استهلاك بيت كامل لمدة يوم-فإنها تصيب السيارة بالبارومة وتتسرب الى الصالون والمحرك-خصوصا فى السيارات القديمة-لتتلف الموكيت والاجزاء الكهربية

8-زمان كنت بستغرب من الانانية المفرطة للناس اللى بتتعامل مع الطريق وكانه بتاعهم لوحدهم ولا يوجد غيرهم فيهلحد ما فى يوم احد الحكماء قال لى: ليست الانانية هى السبب يا ولدى ولكنه الجهل، فلم يجد هؤلاء من يعلمهم ان الطريق العام يختلف بشكل كلى وجزئى عن طرقة المطبخ فى بيتهم ولذلك فهم يتعاملون مع الطريق بنفس منطق طرقة المطبخ

9-نقاش لطيف جدا حصل امامى بين صديقين واحد منهم حشرى(يعنى بيحط مناخيره فى اللى مالوش فيه) وواحد تانى لسة جايب عربية جديدة، الحشرى قال كلام مش هو عن شكل مرات صاحب العربية، صاحب العربية معلقشالحشرى فضل يعيب فى شغل صاحب العربية، صاحب العربية أمن على كلامهالحشرى قال ملحوظات مش هى عن تصرفات قرايب صاحب العربية، صاحب العربية مدافعش عن قرايبهاما بقى لما الحشرى انتقد العربية الجديدة، قامت القيامة وصاحب العربية خسف بالحشرى الأرض ....وعجبى

10-سؤال محيرنى: ياترى فيه أى بلد فى العالم غير مصر لما تكون سايق فى اى مكان فيها وتلاقى أمامك عائق وتحب تفرمل،لازم تبص فى المراية الأول وتطمن ان الفرملة لن تسفر عن إن المتخلف اللى لازق فى قفا عربيتك لن يحول شنطة سيارتك الخلفية الى أشلاء؟

11-الشعار المعروف لمسابقات ألعاب القوى العالمية هو:الاقوى .....والأسرع....والأعلىمش عارف ليه بفتكر الشعار دا كل ما بطلع فى طريق سريع فى بلدنا الحبيبة

هناك 3 تعليقات:

  1. لو سمحت اتكلم بطريقة لائقة عن ملاك ال27 :)
    بس توبيك حلو الصراحة
    بس ان الصراحة شديت مع اوبل استرا فى طريق اكتوبر و طلعت منة غرز :) هوا يطلع بالمكنة و انا اجيبة غرز
    :) انا بردة مصدقتش نفسى الصراحة :)

    ردحذف
  2. نسيت اضيف
    السواقة شد و غرز و قلة ادب :)

    ردحذف
  3. كل عام وانت بخير والى الامام بالسبعاويات

    ردحذف