انا مبسوط جدا هذا الصباح
فلست مضطرا الى ان احلق ذقنى
ولست مضطرا لكى خرقة القماش التى سأستر بها جسدى وادعى بها الوجاهة امام الناس
ولماذا اكويها وانا لن البسها اصلا
لست مضطر لقيادة سيارتى من مدينة نصر الى المهندسين عبر مطبات وحفر وخوازيق شوارع القاهرة
لست مضطرا لمغادرة بيتى مع العصافير حتى الحق بالطريق قبل ان يمتلئ بالأوغاد من سائقى الميكروباس والنقل والتاكسى والشرطة والجيش الذين يبدون لى وكأنهم قد خرجوا من بيوتهم ولا هدف لهم سوى ان ينكبونى فى سيارتى
لست مضطرا لغلق الف فقل ومليون محبس مياه ونزع ما لا يحصى من فيش الكهرباء لتأمين بيتى من السرقة والحريق
لست مضطرا للتشاجر مع مناديين المهندسين وقتل احدهم كعادتى اليومية للحصول على مكان انتظار لسيارتى
لست مضطرا لاتخاذ الف تدبير امنى لمنع الأطفال الأوغاد من اتلاف سيارتى بلوحاتهم الفنية وبجلوسهم على مقدمتها ،ومليون تدبير امنى اخر لمنع اللصوص الأوغاد من السطو عليها
لست مضطر لتقبل إهانات مديرى المهذبة وتعاليمه التى لا تنتهى وطلباته التى تحتاج الى قرون لتنفيذها ويحتاج هو ان اقوم بإنهائها امس وليس غدا
لست مضطر لتحمل لزوجة عامل الشاى والقهوة الذى لا يفتأ يفتش ادراجى ويدس راسه فى شاشة حاسبى الآلى بدعوى العشم
لست مضطر لتحمل غباوة مساعدينى من الموظفين الجدد الذين يتمتعون بقدر من الهبل وانعدام الحيلة اشعر معه ان آخر فرصة لوطننا فى التقدم كانت مع جيلنا ، ان لم تكن مع الجيل السابق علينا
لست مضطرا الى العودة للمنزل عبر كوبرى اكتوبر الذى يذكر كل من يعبرونه يوميا بعبور اكتوبر العظيم لما يلاقونه من معاناه فى عبور كوبرى العذاب والضنا هذا المسمى كوبرى اكتوبر
لست مضطرا لشراء لوازم المنزل وتحمل غش الخضرى فى الميزان، وسفالة الجزار الذى يضع لى العظم مع اللحم، ووقاحة الفكهانى الذى يبدل الفاكهة السليمة باخرى معطوبة بعد وزنها
لست مضطرا لقضاء الليل فى البلكونه اصرخ فى من يلعبون المدعوقة كرة القدم فى الشارع-قاتل الله كرة القدم وذلك المأفون الذى اخترعها وبلانا بها-بالإبتعاد بمحروقتهم عن سيارتى التى لا املك شراء فوانيس لها لو كسرتها كرتهم الملعونة
لست مضطرا للنوم قلقا بسبب ما لم انجز من عمل يجثم كالكابوس على صدرىولماذا اضطر لهذا كله، فلم اعد بحاجة لأى شئ من الدنيا
لم اعد بحاجة لشئ من الدنيا .......
فأنا قد مت
مت وارتحت ، اجلس سعيدا داخل كفنى وقد ارحت رأسى من كل تلك التوافه التى تشغلكم ورحت اخرج لكم لسانى-او ما تبقى منه- وانا اراكم تتصارعون على ما لا قيمة له، ألا ما احلى الموت
..
...
....
.....
للأسف اننى لا ازال على قيد الحياه ولم امت بعد، لكنى مع كل ما ارى من هذة الدنيا ،بالفعل انتظر هذا اليوم بفروغ صبر
بجد حتة موضوع جامد جدا...كأنك بتوصف حياة ناس كتيره كل يوم...بجد اسلوب حضرتك جامد جدا...عاجبنى جد المقاله دى.
ردحذفالف شكر ياباشا .....وبجد حضرتك موهوب جدا
لفت نظري المقطع "لست مضطر لتحمل غباوة مساعدينى من الموظفين الجدد الذين يتمتعون بقدر من الهبل وانعدام الحيلة اشعر معه ان آخر فرصة لوطننا فى التقدم كانت مع جيلنا ، ان لم تكن مع الجيل السابق علينا".
ردحذفأتمنى ان يكون هذا المقطع مجرد جزء من لوحة الفنان البوهيمية والتي من المتوقع ان يكون فيها بعض المبالغة احيانامن اجل ان تبهر الجميع. كل قلقي ان يكون الكلام بجد وتكون بتعبر عن الشخص اللي قاعد جنبك على بعد كرسي واحد لليمين :).
الموضوع جميل جدا.
امضاء: اللي قاعد بعدك بكرسي على اليمين.
انت لا تستطيع أن تطوع الحياه كما تريد
ردحذفهى و هى فقط تستطيع طحنك
و تستمر تفعل
الى ان يرحمك الله
افهمتً معنى رَحِمَهً الله ؟
هذا المقال يصف حالتى بدقة اثناء زيارتى للمقابر سعادة طاغية بلا هموم تافهة
ردحذف