الثلاثاء، 6 يناير 2009

نقطتين نقطونى


انتشرت فى الأونة الاخيرة رسائل تسلسلية وتوقيعات يضعها الكثير ممن يكتبون على الإنترنت فى مشاركاتهم،تدعو الناس الى الانتباه الى الكارثة الكبرى التى يرتكبونها فى حق انفسهم وفى حق مجتمعاتهم بكتابة الياء المنطوقة الفا (الألف اللينة) بشكل خاطئ باستخدام الياء المنقوطة والموجودة على لوحة المفاتيح على زر حرف D الانجليزى بجوار الباء والسين ، بدلا من الحرف الصحيح المعبر عن الألف اللينة وهو الياء التى لا تحمل نقاطا اسفلها والموجودة فى قاع الكى بورد على زر حرف ال N بجانب التاء المربوطة وزر "لا" ، اى ان هذة الحملة تقول ان كتابة كلمة "إلي"و "ندي"و"ملتقي" خاطئ والصحيح هو "إلى" و"ندى" و"ملتقى"ومن كثرة ما شاهدت هذة الرسالة وشعرت بمدى الحملة الشعواء التى تشنها جهة ما على الياء المنقوطة تعجبت كثيرا لحد ما جاتلى نقطة وبقيت منقوط مثل الياء المذكورة ، وان كنت بعد قليل من التفكير شعرت ان هدف هذة الحملة هو هدف عكسى ، اى ليس الهدف الحقيقى منها هو منع استخدام ال "ي" المنقوطة كألف لينة، ولكن خلق فكرة لدى الوعى الجمعى لمن يكتبون باللغة العربية عن وجود استخدام فى الأصل لهذة الياء المنقوطة، حيث اننا لو فكرنا قليلا، من منا كان يستخدم الياء المنقوطة هذة فى نهاية أى كلام، لوجدنا اننا لا عمرنا كنا بنستخدمها ولا استخدمناها ، ولا كنا نعرف عنها شيئا قبل بدعة الكتابة على الكى بورد ،
هذة الياء المنقوطة وجدت فى حياتنا بعد ان بدأت الكتابة على الكى بورد والتى تحمل ياء منقوطة للاستخدام فى وسط الكلام واخرى غير منقوطة تظهر فى آخره ، وتقوم برامج الحاسب باظهار "ياء وسط الكلام المنقوطة "بشكل" ياء آخر الكلام وتحتها نقتطتين" لو جاءت هذه الياء المنقوطة فى آخر الكلمة، وغالبا فإن هذا الشكل لتعريب الكى بورد هو نتاج افكار الشوام ، حيث ان الدور الأكبر فى مجال التعريب الإلكترونى كان دورهم لكن لو رجعنا الى كل الكتابات العربية منذ ان وضع الخليل ابن احمد النقط فوق الحروف فأننا سنجد ياء منقوطة فى وسط الكلام وياء بلا نقط فى أخره سواء كانت الف لينة او ياء صلبة او ايا ما كان اسمها، ليس هناك اى وجود قبل عصر الكى بورد لهذة الياء المنقوطة التى يحذروننا بضراوة من استخدامها كألف لينة برغم عدم سبق استخدامنا لها سواء كألف لينة او كياء عادية
الياء غير المنقوطة هى الموجودة فى نهاية الكلام سواء كألف لينة او ياء عادية ، ولا وجود لهذ الياء ذات النقاط الشيطانية فى اى مكان ويكفى الرجوع لرسم المصحف العثمانى لنجد انه لا توجد فيه ياء منقوطة من اى نوع : فسنجد كل الياءات التى تشكل ألف لينة مكتوبة بدون نقاط مثل:"ألف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين " الآية الاولى من سورة البقرة وعلى غرارها كل ما هو الف لينة فى المصحف العثمانى كله وكذلك الياء التى تنطق ياء الموجودة فى نهاية الكلام ، بدروها غير منقوطة ، والمثال :"يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفو بعهدى أوف بعهدكم وإياى فارهبون" الأية 40 من سورة البقرة وعلى غرارها كل الياءات المكسورة فى نهايات الكلمات فى كل المصحف العثمانى (ملحوظة: كلمة"أياى" انا كتبتها مختلفة قليلا عن الرسم العثمانى لعدم وجود الألف الصغيرة فى الكى بورد)يعنى لا توجد ياء منقوطة فى نهايات الكلام فى اللغة العربية منذ قام الخليل ابن احمد بوضع نقاط الحروفثم تأتى هذة الحملة العجيبة لتحذرنا من بعض الإستخدامات الخاطئة للياء المنقوطة الغير موجودة اصلا فى الكتابة العربيةألم يكن من الأولى على اصحاب هذة الحملة ان يقوموا بحملات اهم مثل التنبيه الى خطأ استخدام التاء المربوطة مكان الهاء : مثل "له" و"لة" ، او المكان الصحيح للهمزة مثل "إيمان" و "أيمان" ، بدلا من تلك الحملة المصطنعة وللا هو الشوام بيحاولوا بأى طريقة اثبات تفوقهم وخلاص عن طريق اضافه اختراعات ما انزل الله بها من سلطان للغة مثل الوزنين الصرفيين"فعالية"و"تفاعليه" والغير موجودين نهائيا فى اللغة العربية سوى بعد ان اخترعهما اهل الشام ليتحفونا بألفاظ مثل"شفافية" و"تواصلية" وكذلك اختراع الغين مكان الجيم الغير معطشة التى خلقت للوجود الفاظ عجيبة مثل "غاندى" و"بلغاريا" و "سنغافورة" ،واخيرا الياء المنقوطة التى اخترعها الشوام ثم راحوا يحذروننا من الإستخدام الخاطئ لها
مش بالذمة ليا حق اتنقط؟
انا عارف انه مقال ينقط ، بس ماهو انا اتنقطت من موضوع الياء ده، يبقى ليه اتنقط لوحدى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق