الثلاثاء، 6 يناير 2009

BAD AND MAD

امبارح كنت فى زيارة عائلية لاحد اقربائى، وجمعتنى الزيارة مع احدى قربياتى اراها من فترة لفترة، قربيتى هذة ميسورة الحال ، تقطن فى منطقة راقية وتعمل باحدى الشركات العملاقة فى مصر فى منصب لا بأس به، وزوجها لديه عمل خاص محترم، يركبان سيارات انيقة ويعلمان اطفالهما فى المدارس التى يخشى امثالى من الدهماء المرور بجوارها، واطفالها هؤلاء من هذا النوع اللامع البراق الذى يظهر فى اعلانات البطاطس المقلية وجبن المثلثات، لم اقصد بهذة المقدمة طبعا ان اعبر عن اى نوع من انواع الحقد الطبقى بقدر ما قصدت ان اضعكم فى الحالة النفسية التى كنت فيها علكم تتعجبون مما تعجبت منهاثناء زيارة الأمس، حضرت قريبتى هذة ومعها طفليها اللامعين، وكان اكبرهما يرتدى سترةsweat shirt من نوع لا بأس به ابدا، لكن الغريب انه كان مكتوب على واجهتها وخلفيتها بخط يمكن قرائتة من على بعد 20 متر


"BAD AND MAD"

بصراحة حاولت افهم ما الذى يمكن ان يدفع هذة السيدة المتعلمة المثقفة التى تمارس حياتها بالكامل بالشوكة والسكينة الى ان تدفع ابنها (6 سنوات-يعرف كلمات كثيرة جدا من اللغة الانجليزية) لارتداء مثل هذة الكلمات العجيبة، وهل كون الكلمات باللغة الانجليزية يجعل منها شئ متحضر ينفى معناها العجيب، يعنى انا سالت نفسى، ليه لو مثلا الولد كان لابس تيشرت مكتوب شئ مماثل باللغة العربية ، مثلا تخيلوا تيشيرت مكتوب عليه "غشيم ومتعافى" أو حتى كان مكتوب عليه كلمات رقيقة باللغة العربية فاننا نعتبر من يرتديه "واد بيئة" ، لكن مجرد ان الكلمات اصبحت باللغة الانجليزية فهذا اعطاها رونقا وجمالا يجعلنا نقبل ان يرتديها طفل فى عمر الزهور ونحن فى منتهى الزهو بما غرسنا فيه من قيم ومعانىبالمناسبة فان قريبى الذى كنا جميعا نزوره(وهو قريب مشترك بينى وبين القريبة صاحبة الحكاية) عائد لتوه فى اجازة سنوية من استراليا حيث يقيم ، وعندما قمت بلفت نظره الى ما يرتديه الطفل الأمور قال لى بالحرف"ايه القرف ده، الحاجات دى هناك بيلبسها العالم الشبيحة والعصبجية"ما خرجت منه من الموقف ببساطة ان كل ما يقذفه علينا الخواجة هو "كوول" و "مودرن" و"ستايل" ، حتى لو كان هذا الذى قذفه علينا الخواجة هو صرفه الصحى ، لكن كل اللى بيطلع من عندنا لازم يكون "بيئة" و"بلدى" و"يع" من غير ما نتعب نفسنا ونفكر فيهيمكن الموقف ده خلانى الى حد كبير افهم ليه ناس كتير جدا بتعيب فى سيارات التجميع المحلى -ومثلها طبعا كثير من الانتاج المحلى، سواء كان ملابس او اجهزة كهربائية او حتى افلام سينيمائية-من غير ما يكونوا شافوها ولا استعملوها اصلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق