الخميس، 26 مارس 2009

ماركات وموديلات السائقين:النوع الثامن-ماما رشا

ماما رشا نموذج موجود فى حياه كل منا، هى تلك الأم صغيرة السن والتى تخوض تجربة الامومة لأول مرة فى حياتها، او على اقصى تقدير تتعامل مع طفلها الثانى ، لا تزال فى عشرينات عمرها او قفزت رغما عنها الى ثلاثيناته ، لديها سيارة صغيرة اشتراها لها زوجها حتى يتخلص من الحاحها المستمر عليه لكى يوصلها الى ماما او يوصل الأولاد الى الحضانة او يترك عمله ليلحق بالواد اللى لم يحلو له الاصابة بالسخونة سوى قبل اجتماع مجلس الادارة بعشرة دقائق لكى يذهب به الى طبيب اطفال يصف له فى النهاية نصف قرص اسبرين اطفال مذاب فى كوب ماء وقرص باراسيتامول يوميا، وهى اشياء كان يمكن ان تخمنها مما رشا وتترك زوجها فى حاله لكى يكافح من اجل اطعام هذا الجيش من الأفواه المفتوحة
ماما رشا مشكلتها انها دايما مشغولة، ودايما محتاسة ودايما غرقانة فى شبر مية ، تراها فى المنزل وهى تهدهد رضيعها حمزة(عهد الأطفال الذين كان اسمهم تامر وطارق و شريف ذهب الى غير رجعة حيث اصبح الاطفال الآن اسمهم الخوارزمى وحمزة ومعاوية) باحدى يديها وباليدى الأخرى تقلب الشوربة وباحدى قدميها تقوم بتجفيف ارضية المطبخ التى القى عليها حنيف (اخو حمزة الأكبر) كوب اللبن ، فاذا انتهت من ذلك تبدأ فى غسيل غيارات حنيف وحمزة وهى تجذب حمزة الذى كاد يلقى بنفسه من على الترابيزة التى تركته عليها وتصرخ فى حنيف الذى يريد وضع اصبعه فى قابس الكهرباء لكى يضئ كما رأى القط توم يفعل الليلة الماضية، تقوم بنشر الغسيل مانعة حنيف من الطيران من البلاكونة على طريقة مازنجر ثم تسرع لتلحق بحمزة الذى انقلب على ظهره وراح يصرخ صرخات من هو منعدم الحيلة محركا يديه وقدميه فى محاولة يائسة للانقلاب الى الوضع الذى يفهمه ويستوعبه (على بطنه) مثلما يفعل صرصور اصابه شبشب فى غير مقتل اثناء نزهته اليومية على الحائط فألقى به ارضا على ظهره دون ان يتنزع روحه،
منذ ان تركت ماما رشا عملها بعد اجازة الوضع التى تلتها اجازة بدون مرتب لرعاية الطفل وهى تشعر انها عبد مقيد بقيد حديدى يمتلك مفاتيحه هؤلاء الملاعين الصغار، وبالرغم من انها هى التى اصرت وقاتلت وكافحت للحصول على هذة الكائنات الصغيرة ، الا انها تشعر بالذل والهوان والعبودية التى فرضها عليها اهتمامها 24 ساعة فى ال 24 ساعة بهذة الكائنات التى لا تجيد شيئا فى الحياه سوى تلويث غياراتها بالافرازات الهضمية
بالطبع فان واجبات ماما رشا تقتضى الالقاء بمقصوف الرقبة الأكبر سنا الى الحضانة صباحا، وذلك حتى يمارس نوعا من التفاعل الاجتماعى مع امثالة من الكائنات التى تبلل ملابسها-هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى- حتى تلتقط انفاسها قليلا من حالة الmulti tasking التى تعيشها مع المدعوق الكبير والمفعوص الصغير ، كما تقتضى استعادته آخر اليوم، والذهاب الى النادى احيانا حتى يستطيع حنيف ان يلعب بدارجته ذات الثلاثة عجلات والتى يشعر بالظلم منذ ان اهداها له ابوه ، لانه لا يستطيع الحركة بها فى المنزل المحدود المساحة والا كسرت حركته بها شيئا ما، الأمر الذى يستدعى كل شياطين اعماق سقر الى وجه ماما رشا التى تطير خلفه حاملة فى يدها اشهر الأدوات التربوية المصرية منذ عهد الفراعنة ايام الكاهن :شب-شب-رع وحتى يومنا هذا ، لكى تبدا احدى اشهر المطاردات –المصرية ايضا- حول مائدة السفرة، والتى تسفر فى النهاية عن فشل ماما رشا فى الامساك بالمدعوق حنيف، مما يستفزها الى القاء شبشب التربية فى وجه حنيف، الذى بالطبع ينحنى متفاديا الأداه المذكورة، والتى تكمل طريقها لكى تفتك بالزهرية القابعة فى سلام على الترابيزة الصغيرة بجوار النيش، مضيفة اياها الى قائمة الخسائر التى سببها حنيف بدراجته الثلاثية ،
كما تقتتضى واجبات ماما رشا زيارة مامتها، وزيارة اطباء الأطفال والعديد من الزيارات الأخرى، والتى لم يعد فى استطاعة زوجها مرافقتها فيما تبغى منها نتيجة لانسحاقه تحت وطأة مشاغل العمل التى لا ترحم وبالتالى فقد اشترى لماما رشا تلك السيارة التى قد تكون ماروتى وقد تكون بيكانتو وقد تكون ياريس وقد تكون جولف، حسب الحالة الاقتصادية ، وتركها لقدرها مع السيارة والأطفال وتركنا نحن لقدرنا مع ماما رشا وسيارتها واطفالها
سيارة ماما رشا نعرفها من الأشياء التى تميزها والتى يكمن رؤيتها من على البعد، وغالبا تنحصر فى ثلاثة مظاهر، اثنين منهما مبعثهما هو فخر ماما رشا الشديد بأطفالها ، والتى تعتبرهما اعظم ما انتجت فى هذة الحياه، فنراها وقد لصقت ذلك الملصق الأصفر الذى يخبرنا ان السيارة بها طفل على زجاج السيارة الخلفى-الملصق بالطبع هو الموجود على زجاج السيارة الخلفى وليس الطفل- ، اما المظهر الآخر فهو ذلك الكرسى المخصص للأطفال والذى دفعت زوجها دفعا الى شراءه بالفيزا من الهابير ماركت بمجرد ولادة الطفل، مع انها عارفة انه مفلس بعد مصاريف الولادة وعارفة انه عارف ان الكرسى ده لا يستخدم سوى بعد الشهر الرابع ، والغريبة ان نادرا ما تلاقى واحد من الطفلين قاعد على الكرسى اصلا، والذى يتحول غالبا الى مجرد ديكور
اما المظهر الثالث فده قصته قصة، ويتلخص فى ان عربية ماما رشا ومنذ ان تظهر على البعد نشعر جميعا انها مصابة بالزغطة، تمشى كويس شوية وبعدين فجأة نلاقيها راحت يمين، تمشى كويس شوية وبعدين فجأة نلاقيها راحت شمال، تمشى كويس شوية وبعدين فجاة نلاقيها فرملت بدون سبب، تمشى كويس شوية وبعدين فجأة نلاقيها طلعت فوق رصيف
فإذا اقتربنا من سيارة ماما رشا-وهو ما لا انصح به اصلاقا- فسنعرف السبب الذى يبطل معه العجب فى هذة الزغطة ، حيث اننا اذا نظرنا الى ماما رشا فسنلاحظ ظاهرة غريبة جدا، هى ان ماما رشا تبدو للرائى الذى ينظر من خارج السيارة وكأنها متركبة على يويو، الآن هى ظاهرة امامنا وفجأة تلاقيها راحت نازلة فى الدواسة، ثوانى وتطلع تانى، وهوب تلاقيها اختفت ، وهكذا ، حتى يخيل اليك ان السوست بتعاة عفشة عربية ماما رشا مش متركبين على العجلات ولكن متركبين فى كرسى ماما رشا
اما السبب فى هذة التصرفات اليويوهية من ماما رشا فهو الحالة المزمنة من الحوسة والدهولة التى تعيشها ماما رشا، تقود ماما رشا العربية وقد حان موعد بزازة الكراوبة بتاعة حمزة، هوب تروح غطسانة فى الدواسة جايبة البزازة لحمزة، طبعا والعربية ماشية ومافيش اى مشاكل، تدى البزازة لحمزة ذو الستة شهور المقيد الى كرسى الأطفال متوقعة منه انه هيتعامل معاها لوحده، طبعا شفطتين من البزازة وحمزة يطوحها فى ارضية السيارة، تروح ماما رشا نازلة تانى فى الأرضية جايباها وباااااااارضو العربية ماشية ، فى تلك الاثناء يفتح حنيف –الجالس فى المقعد الخلفى-الجاعورة لأحساسه بعقدة عدم الاهتمام، هوب نلاقى ماما رشا فى ارضية العربية علشان تجيب علبة عصير لحنيف-ممكن فى هذة الأثناء تكون داست على رجل واحد من المارة بالعربية او لطشته بالمراية مش مهم، هو يعنى اللى ماشى فى الشارع ده اهم من احتياجات حنوفة وحموزة؟ طبعا فى هذ ة الاثناء يكون حنيف رمى البزازة تانى، وغطسة اخرى الى قاع السيارة لكى تحضر ماما رشا البزازة، فى تلك الاثناء تسمع ماما رشا صوت فرامل تمزق الأسفلت وواحد بيشتم فى الناس اللى بتسوق وهى مش دريانة، فتقول لنفسها : لما هو فيه عالم مبتعرفش تسوق بتركب عربيات ليييييييييه؟ هى المدعوقة البزازة دى راحت فين ، المهم ان ماما رشا عثرت على البزازة وجابتها ادتها لحمزة، فى تلك الأثناء كان حنيف قد اكتشف لعبة طريفة حيث انه عندما ضغط على علبة العصير انطلق منها رشاش من العصير حوله حنيف الى سلاح اصاب به جميع اجزاء السيارة واصابت الدفعة الاخيرة منه قفا امه اثناء صعودها من الدواسة حاملة بزازه شقيقه ، وهنا تلتفت ماما رشا لتجد صالون السيارة وقد تحول الى لوحد سيريالية مليئة بخطوط حمراء من جراء عصير الفراولة ، وهنا يمتلىء وجهها بدوره بخطوط حمراء، لكنها ليست من صنع عصير الفروالة ولكنها من صنع كل شياطين وادى عبقر التى راحت تتقافز فى وجهها من جراء فعله حنيف، وهنا يبدأ مشهد الذروة حيث نشاهد ماما رشا وقد تحولت الى يويو حقيقى بعد ان اتت بحنوفة العزيز من شعره الى جوارها وراحت تكيل له من الصفعات والعضات ما تيسر وختمت الأمر بأن هبطت مرة اخرى الى الدواسة لتأتى بأداتها التربوية من قدمها لكى ينال حنوفة حظه من التربية التى حرمته منه ترابيزة السفرة سابقا، والتى ستجعل منه-التربية طبعا وليس ترابيزة السفرة- مواطنا صالحا، طبعا مش مهم كمية البلاعات اللى خدتها وكمية الارصفة اللى طلعتها وكمية الناس اللى داست على رجليهم وكمية الناس اللى جريت من وش عربيتها قبل ما يفقدوا حياتهم، هو كل دول ييجوا ايه جنب مهمتها السامية فى تربية حنيف وحمزة وجعلهما نموذجا صالحا يفخر به المجتمع
نصيحة يا اخوانى لو شفتم اى عربية ملزوق على زجاجها الخلفى ملصق يخبرنا ان بها طفل، او متركب فيها كرسى اطفال، اتركوا لها الشارع بحاله، مساهمة منكم فى تربية جيل جديد صالح من ناحية ،وحفاظا على ارواحكم وممتلكاتكم من ناحية اخرى

الأربعاء، 18 مارس 2009

ماركات وموديلات السائقين: النوع السابع-مستر اشرف بيزنس

اشرف بيزنس هو ذلك الرجل المهم جدا الذى يرى انه الدينامو المؤثر فى اداء المؤسسة التى يعمل بها، والاحتمال قائم جدا ان تتوقف الكرة الأرضية عن الدوران لو توقف للحظة عن الكلام فى هاتفه المحمول الذى لا يكف عن الرنين او توقف عن العبث باصابعه فى لوحة تحريك المؤشر الخاصة بجهاز الحاسب النقال الذى لا يفارقة والذى تطور من لابتوب الى نوتبوك الى تابليت الى يعلم الله ماذا
نظرا لأن يد اشرف مشغولة دائما بالتفاعل مع لوحة تحريك المؤشر فانها لم تعد تستطيع حمل هاتفه المحمول مما جعله يلجا لسماعة الأسنان الزرقاء(بلو توث) والتى تشعر انها خنفساء قد التصقت باذنه الى الأبد ، او ورم نبت من شحمة اذنه وظهرت عليه شامة على شكل لوجو نوكيا او سونى اريكسون، يتحدث فى هاتفه المحمول عن تحقيق الكوتة بتاعة السيزون او بيع سهم الشركة العامة للدقيق والسيراميك عند كسرة ال22 او مؤتمر مدغشر لاقتصاديات تسويق التليو اللى هيروح عليه بسبب تأخير التأشيرة
يصحو أشرف من النوم صباحا ليبدأ احلام اليقظة المتعلقة بميعاد الساعة تسعة مع فنطزانى بيه فى شركة الكهربا وميتنج مجلس الادارة الساعة 11 ونص فى غرفة التجارة الايرانية، وموعد فض مظاريف مناقصة شبكة التحكم القومية لانتاج وبيع الفول المدمس ،يأخد الدش الصباحى وهو يحسب مقدار هامش الربح الذى سيمكنه من كسب عطاء مشروع تجديد دوره المياه بنادى الطرق والكبارى، ويأكل صباعين باتونساليه وهو يرتدى الجاكيت ويعقد الكرافتة ويشرب شفطة من الشاى، كله فى آن واحد وهو يفكر فى نفس الوقت عما سيقوله لمديره الذى لا يرحم عن تأخير تنفيذ مشروع قناه"بطن الجبل تى فى" الفضائية
يضغط زر الاسانسير عدة مرات بعصبية-وكأن ذلك سوف يسرع بحضور المذكور-وكأن المذكور اذا تأخر سوف يعطل اشرف عن انقاذ الاقتصاد العالمى من التباطؤ الوشيك ،يأتى الاسانسير اخير بعد ان تعطل لفترة فى الدور السابع حتى تركبه مدام رانيا، الأرملة الشابة فائقة الجمال والتى تتعمد ان تضبط موعد خروجها يوميا مع موعد خروج مستر اشرف حتى تقابله فى المصعد،حيث انها ومنذ فترة تحاول القاء شباكها-التى لا يمكن لعاقل مقاومتها اساسا-عليه،حيث ترى فيه فرصة مضمونة لحياه مستقرة ماديا ومعنويا لبقية عمرها، تحاول ان تجر معه حبال الكلام فى المصعد، لكن،وياللأسف اشرف –وبرغم انه متزوج واب-لكن هذا الأمور لم يعد لها اى مساحة من تفكيره، تضحك رانيا فى وجهة فيرى جدول اكسيل فيه ميزانية شهر ابريل، تصبح عليه فيتذكر انه لم يتصل بمسئول لجنة دراسة مناقصة ترميم منصة اعدام سجن ابو زعبل ليحييه، تقترب منه فيشم بدلا من عطرها الفواح رائحة النسكافية الذى يشربه وهو يطالع اسعار افتتتاح الاسهم فى البورصة، هكذا يغادران المصعد وقد كادت تنشق غيظا فى حين بدأ هوا اجراء اول مكالمة صباحية له وكل ما فيه يؤكد انه لم ينتبه لوجودها اصلا
يصل اخيرا الى سيارته لبيدا مشاويره واعماله، مشغولا بمكالمته يناول مفاتيح سيارته الى عم لؤى البواب(انقرض عم عبده وعم صابر منذ زمن طويل جدا فكل البوابين حاليا اسمهم تامر ولؤى وهيثم) لكى يدلف الأخير الى الجراج لجلب السيارة، حيث ان شبكة المحمول داخل الجراج ضعيفة جدا واشرف لا يملك ترف ان يضيع ثانية من الوقت فى مشكلة الشبكة،
تظهر المركبة السوداء والتى تتراوح ما بين الكورولا او السيفيك كحد ادانى الى السى كلاس او الفئة الثالثة كحد اقصى حسب امكانيات اشرف المادية، دخل اشرف الى سيارته التى قام لؤى بتنظيفها من الداخل والخارج والأعلى والأسفل لقاء العطايا السخية التى ينالها من مسطر اشرف(تعود لؤى ان يقول له مسطر اشرف كما يسمع الآخرين ينادونه)، طبعا سيارة اشرف ايا ما كان نوعها لابد من ان تكون سوادء اللون وذات ناقل اوتوماتيكى لان اطراف مستر اشرف امامها مهام كثيرة اكثر افادة للاقتصاد العالمى من الانشغال بالتعامل مع عصا السرعات او دواسة الفصل(ألدبرياج)، يضع الحاسب المحمول على المقعد المجاور له ثم يقوم بتوصيل الهاتف فى شاحن ولاعة السيارة(فلو توقف هذا الهاتف لحظة عن العمل لانهارت بورصة وول ستريت بفقدها للدعم المستمر الذى يقدمه لها مستر اشرف!!!!!!)،
يسأل اشرف نفسه دائما لماذا لم تقم احدى شركات المحمول باختراع شاحن لاسلكى يقوم بشحن سماعة الهاتف الأسنان الزرقاء التى تتشبث بجشع باذن مستر اشرف بنفس الطريقة التى تتبعها حشرة القراد مع قط ضال، الأمر الذى يضطر مستر اشرف لحمل سماعتين حتى اذا فرغت طاقه احداهما وضعها فى الشحن ووضع الاخرى على اذنه
يصل مستر اشرف الى الطريق العمومى ويدخل المعمعة، فكرة اشرف عن قيادة السيارة بسيطة جدا، السيارة هى كائن تافه يمكن استبداله فى اى وقت ،والطريق ومن فيه عبارة عن سبيل للوصول الى اماكن المقابلات والاجتماعات تعترضها بعض العوائق، وبالتالى فاسلوب القيادة يتلخص فى اجتياز هذة العوائق بأيه وسيلة، العائق اللى جنبه فاضى خد منه غزرة، العائق اللى أخره خمسة جنيه ويزول اديله 5 جنيه من درج التابلوه وعدى ، العائق اللى ممكن تزقه او تخبطه او تفوت من فوقيه حتى لو بخسائر فى السيارة دوس وميهمكش، يبقى لؤى يوديها للمسكرى وللا نبقى نبيعها ونجيب غيرها، ولو ان ده هيضيع يوم كامل فى المرور بدون اجتماعات ولا مقابلات وهذة فى حد ذاتها كارثة كبرى
وبالتالى فاننا غالبا ما نجد اسلوب قيادة اشرف لا يختلف كثيرا عن اسلوب قيادة سائقى سيارات الاسعاف مع استعمال النور والكلاكس بدلا من سارينة الاسعاف ، كل ما يهمه هو ان يفرغ الطريق من امامه، متفرقش معاه كتير ان حد يكسر عليه او ان حد يشتمه او ان حد يخبطه، الشارع باللى فيه كائنات جاهلة وفاضية وماوراهاش حاجة ، كل دورها فى الحياه بالنسبه له انها توسع علشان يعدى ويلحق البنك المركزى النيجيرى من الافلاس لو مكلمش عزت بيه فى بنك القرية علشان يخلص لبنك نيجيريا السلفة اللى هم عايزينها
يعنى تبقى انت ماشى بعربيتك فى امان الله على شمال طريق كله نصف مزدحم والناس كلها ماشية على ستين تلاقى اللى جاى من وراك بعربية سودا عمال يكلكس ويقلب نور، تبص فى المراية تشوف المزعج ده مين تلاقيه واحد عمال بيكلم نفسه(طبعا هو مش بيكلم نفسه لكن بيكلم الخنفساء الصينية الملتصقة باذنه)، وبما انك معندكش اى حل علشان تعدى المزعج ده فبتطنش وتسبه يرن، والغريبة انك كل ما تبص فى المراية تلاقيه لا بيبطل كلكسة ولا بيبطل كلام مع نفسه، ، لحد ما ربنا يسهلها وتلاقى متنفس فى يمين الطريق فتوسع للمذكور، تبص تلاقيه فط ونط وعدا منك زى الاعصار واختفى فى االأفق، انت طبعا مستنى منه انه يشتمك وللا يشوح لك وللا حتى يبص لك بقرف ، يعنى يبدى اى رد فعل يحسسك انك بنى آدم وكان لك وجود مؤثر فى حياته التلات دقائق الماضية، لكن الغريبة ولا الهوا، ولا ليك اى اهمية ولا وجود، طالما انك لا مدير فى شركة قطاع اعمال ولا مسئول ائتمان فى بنك فدورك فى حياته ميفرقش عن دور اى حجر فى الطريق، الثانية اللى هيشتمك فيها اهم عنده من انه يضيعها معاك وبعدين الثانية دى ممكن تتسبب فى ان رئيس وزراء مدغشقر يستقيل لو ملحقش يرتب منحة بنك الطعام لمدغشقر
اما لو حصل ان اشرف اصطدم بعربيته مع اى شخص فى الدينا ايا كان فغالبا بيكون كل همه برضه ان عربيته لسة دايرة وانه يخلص الموقف ويمشى ، يعنى ممكن يكون ميكروباص وللا نص نقل وللا اى كائن كسرعليه وخبطه ، لو لقى عربيته دايرة كل همه بيكون ان السواق التانى(الغلطان اصلا)ميستغلش حاجته للانصراف السريع ويركبه الغلط، وبمجرد ما يعرف يحل الحكاية دى بيطلع يجرى لا يلوى على شئ مع محاولة استعادة المكالمة المفقودة، وممكن جدا انه ينسى يشتم سواق الميكروباص اللى دمرله وش عربيته –ناهيك عن انه يطالبه بحاجة اصلا- اما بقى لو ادت الخبطة ان عربية اشرف توقفت عن العمل، فهنا تبرق السماء وترعد وتقوم الاعاصير وينسحل السواق المسكين تحت براكين علاقات مستر اشرف التى لا تنتهى، مع ان الراجل مغلطش يعنى، هو كل اللى عمله انه كسر على عربية من بتوع البهوات السكارتة دول وكسرها زى ما بيعمل كل يوم وبتعدى بدون مشاكل
عموما لو شفت اعصار اسود جاى عليك من ورا يقوده شاب متأنق يرتدى البدلة الكاملة فى عز الصيف حليق الوجه لا يكف عن الكلام مع طرف تانى غير مرئى، وسع من سكته ومتزعلش انه معملكش اى اعتبار لأن وراه حاجات اهم مليون مرة من ادراك وجودك على وجه الأرض

الثلاثاء، 17 مارس 2009

ماركات وموديلات السائقين:النوع السادس-منى سياحة وفنادق

منى سياحة وفنادق هى شابة من عمر هايدى التى تعرفنا عليها فى فصل سابق او اكبر قليلا، لكنها تمثل الوجه الآخر للعملة، فمنى تمثل الشابة المقبلة على الحياه والتى ترفض الإعتراف بمسألة الضعف الأنثوى، لذلك نجدها ومنذ ان كانت طفلة صغيره كانت لا تكتفى فقط باللعب مع الصبيان ولكن لابد ان تتزعم اللعبة ، ولامانع ان تقوم بضرب الصبيان الذين لا يلتزمون بقواعد اللعبة-كما وضعتها هى- على مؤخراتهم او مدهم على اقدامهم

كما نجد منى عندما وصلت لسن المراهقة ، نجد ان مراهقتها كانت خليطا غريبا من الشقاوة الصبيانية الذكورية مع الإعتزاز المفرط بالأنوثة، لذلك نجدها تدخن الشيشة-المعسل وليس التفاح- على المقاهى وتلعب الطاولة وتتبادل السباب بصوت مرتفع وترتدى الجينز والكوتشى ، وكل ذلك فى اطار من احمر الشفايف والشعر المصفف لدى الكوافير والوجه الذى حصل على حقه كاملا من المساحيق والملونات

هذة الحالة من اللخبطة الهرمونية نجد اثرها دائما فى اختيارات منى سياحة وفنادق فى الحياه، فنجدها تبحث دائما عن الأعمال التى تحتاج الى لمسة انثوية وفى نفس الوقت لا تستغنى عن القدرة على الصياعة والشحططة الذكورية، لذا نجدها تعشق دائما وظائف من نوعية الإرشاد السياحى والضيافة الجوية وتسويق العديد من المنتجات المختلفة التى تعتمد على اللف والجرى هنا وهناك ، عادة ما كنت اشاهد هذا النموذج فى المنشآت السياحية والكليات التى تؤدى الى العمل بها

اشعر مع منى دائما ان الدافع الأساسى الذى يحركها فى الحياه هو اثبات نظرية ان البنت زى الولد ، مهيش كمالة عدد، لكن فى احيان كثيرة جدا قابلت منهن من تخطين تلك المرحلة ليقتنعن ان الذكور مكانهم الطبيعى فى البيت وانه عندما يصل العلم لحلول جينية او هرمونية تسمح للذكور بالحمل والإنجاب والإرضاع فسيكون العالم مكانا افضل بكثير للحياه

وبالتأكيد فان تصرفات منى سياحة وفنادق فى الشارع لا تخرج كثيرا عن هذا الإطار، فبالنسبة لها يأتى موضوع ان السيارة والطريق هى ادوات للوصول من نقطة أ الى نقطة ب كمسألة ثانوية جدا، لكن الهدف الأساسى من الطريق بالنسبة لها هو خلق مساحة من التواصل مع الذكور –الذين هم بالنسبة لمنى ليسو اكثر من مجموعة من الكائنات الصلعاء معدومة الجمال تفتقر الى اى نوع من انواع الموهبة وتكاد تنفجرا غرورا بلا داعى (الرجال وليس منى)- وذلك لكى تثبت تفوقها عليهم وتعلمهم بعض الأشياء المفيدة عن مكانهم الطبيعى فى السلم البيولوجى وتعود بعد ذلك لكى تحكى لصديقاتها تلك الحكاية التى لابد ان تبدأ بالكلمة الشهيرة (واد خانيئ...............) والتى تصف فيها كيف بعثرت كرامة ذلك الديك الرومى المنتفش على اسفلت الطريق، ولذلك نجد ان منى عادة تتقن قيادة السيارات بسرعه، الى الدرجة التى تجعلها -ليس فقط تتخلى عن عادة بنات جنسها العتيدة فى الإلتصاق المرعوب بكل من الديريكسيون ويسار الطريق- ولكن ايضا الى درجة الغوراز الضيقة، والتزنيق على السائقين فى الزحمة الى آخر تلك التصرفات الذكورية، تمارس كل ذلك بيد واحدة، فيما اليد الأخرى تمسك بالهاتف المحمول، الذى تشعر انه اصبح قطعة من اذن منى لكى تمارس به عادة انثوية محببة فى النميمة على الصديقات مع صديقة اخرى لن تسلم بدورها من تقطيع فروتها فى المكالمة التالية التى ستقوم بها منى مع صديقة ثالثة
تبدأ حكاية منى مع الطريق منذ لحظة اختيار السيارة، التى لابد ان تكون سيارة ذات محرك قوى يسمح لها بتطبيق نظرياتها عن التفوق الأنثوى، والغريب انها فى بحثها عن سيارتها القوية فإن كل من تأخد رأيهم، هم من تلك الكائنات الخنيئة التى تنوى سحلهم مستقبلا، لكن طبعا كلنا نعرف انه كل شئ مباح فى الحب والحرب
وهكذا ينتهى الأمر بمنى فى سيارة اقوى ما فيها محركها ولذلك نجد ان سيارات مثل الجيتز والهيونداى كوبيه والجولف بجميع موديلاته والهوندا سيتى هى امثلة للسيارات التى تجتذب انتباه هذة الفئة من الفتيات

طبعا لا تنسى منى انها انثى، ولذلك فانها تحب ان تعبر عن انوثتها بشكل قد يكون احينا فجا فنجدها فد الصقت على زجاج سيارتها الخلفى تلك الدائرة التى تتدلى منها علامة + والتى اصطلح البيولوجيون على انها ترمز للأنثى فى كل الكائنات كما نجد بعض الأشياء التى تشخلل وقد علقتها فى سقف سيارتها من الداخل، لكنها عموما لا تبالغ فى التعبير عن انوثتها بداخل السيارة حيث انها ترى فى ذلك امرا مبتذلا يتنافى مع احساسها المفرط بالتفوق

تبدا منى رحلتها اليومية بكبس بنزين سيارتها بتلك الصورة المرعبة التى يتقطع معها محرك السيارة –الذى لا زال باردا- من الألم ، ويصرخ من عذابه تلك الصرخة التى تسعد بها منى لأنها تعلن لأوغاد الطريق ان منى قد جائت لتضع الأمور فى نصابها الصحيح
تنطلق منى فى طريقها وعيناها تجوبان الجهات الأربع بحثا عن اى عينة لأى شاب يصلح للتقطيع ، والذى لا تلبث ان تعثر عليه وقد انطلق يكسر على هذا ويغرز من ذاك، وهنا يبدا الأدرينالين فى العمل فنجد منى وقد اندفعت باقصى ما يمكن لمحرك سيارتها ان يعطيه وقد التمعت فى عينيها نظرة انثى النمر التى عثرت على فريسة وتساقط الزبد من شدقيها وارتسمت على فمها ابتسامة وحشية، تندفع منى لكى تصل لسيارة الشاب المتبختر المزهو بنفسه ،طبعا لا مانع اطلاقا من ان تكسر على ثلاثة او اربعة من سيارات عباد الله الغلابة مثلى ومثلك فى انطلاقتها العنترية ، ولا مشكلة فى ان تتسبب فى اصطدام اى اثنين منهما ببعضهما فنحن لسنا قضيتها والغاية تبرر الوسيلة، وغالبا انها لم ترنا اصلا، ثم تنقض على الفتى دلوعة ماما كاسرة عليه وربما تضع قدمها على الفرامل بعد ان تكون قدر ملأت الفراغ امامه بمؤخرة سيارتها لكى تثير الرعب فى قلب الكتكتوت ننوس عين ماما، وطبعا تقوم تلك الدائرة الأنثوية الملصقة على خلفية سيارتها بأكمال المعلومة لدى الشاب عن حجم الإهانة التى لحقت به
وهنا يقوم الأدرينالين مرة أخرى باشعال وطيس الجنون لدى الشاب المذكور، فهو اولا يراها كارثة كبرى ان تقوم انثى متخلفة بإهانته، وثانيا هو يراها فرصة للتواصل مع هذة "المززة" كما يحلو له ان يسميها، فإن لم ينله منها نظرة او ابتسامة، فسيناله موضوع للحكاية والتسلية مع اصدقائة الذين قد يتصادف وجودهم فى السيارة او سيقابلهم لاحقا
وهكذا تبدأ المسابقة المرعبة والتى يتطاير من جرائها –ليس فقط الغبار- ولكن الكثير من سيارات الغلابة التى تطير الى خارج الطريق لكى تفسح المجال لهذين المجنونين
ليس قاعدة ان تنحسم المعركة لصالح منى او لصالح الشاب الآخر فهذا يتوقف على عوامل كثيرة، لكن المؤكد تماما ان كثير من هذه المسابقات تنتهى فى ورشة السمكرى، وهى تلك اللحظة التى تتذكر فيها منى انها انثى، يمكنها ان تبكى فى الطريق فيقوم ابناء الحلال-الذين ينبتون من لا مكان فى مثل هذة الحالات-باعطاء الشاب الذى تجرأ وسابقها درسا فى الأدب، أو تتذكر ان لها ابا او اخا او زوجا يمكنها ان تبكى له -فى نفس الهاتف المحمول الذى كانت تقطع فيه فروته منذ خمسة دقائق مع صديقة لها-ليأتى وينقذها مما ورطت نفسها فيه
لذلك انصحكم ونفسى دائما، لو شفتم سباق شد بالعربيات احد طرفية انثى ففروا منه فراركم من طاعون او من سبع جائع، فالداخل فى هذة المعمعة الهرمونية الناتجه عن لخبطة جينية لا يخرج منها بأقل من عاهة مستديمة

الأحد، 15 مارس 2009

ماركات وموديلات السائقين-النوع الخامس:سيد اشمئناط

وهكذا وبعد ان اصبح لدينا مودى واعتماد ونجيب وهايدى، ينضم الى موديلات السائقين موديل جديد هو: أستاذ سيد إشمئناط
سنة الصنع: 1948 الى 1978 (ملحوظة هامة، توجد موديلات اخرى للسائقين من نفس سنوات الصنع ولذلك ارجو الا يعتبر اى ممن ينتمى الى تلك السنوات نفسه منتميا الى هذا الموديل)
سيد اشمئناط هو واحد من مفرادت مساحة عريضة جدا لسائقى الملاكى فى مصر، وينطبق عليه تماما القول الدارج"ربنا قسم الأرزاق وقسم العقول محدش عجبه رزقة لكن كل واحد عاجبه عقله،سيد اشمئناط يتعامل مع كل معطيات حياته مستخدما سوفت وير من طراز (انا اللى بفهم والباقى حمير)، وفكرة هذا السوفتوير بسيطة جدا، فالمجتمع المصرى المكون من 78 مليون فرد تقريبا ينقسم فى نظر استاذ سيد الى قسمين ، القسم الأول هو (انا) (التى تعود على سيد نفسه) وهذا القسم يمثل الحق والخير والجمال والفكر والثقافة والحضارة والإلتزام وبعد النظر وكل ما هو جميل، اما القسم الآخر فيمثل ال77999999 فرد الباقين من المجتمع المصرى ، وهذا القسم من اعلاه الى اسفله يمثل التخلف والغباء والكذب والغش والخداع وكسر القوانين والبلاهة والعبط ،وهكذا نجد سيد اشمئناط، ليس فقط يعيش ضمن منظومتة الخاصة للمبادئ والأختيارات، ولكن يفرضها باعتبارها ناموسا كونيا لا فصال فيه على كل من تقع رقبته تحت يده بأى وسيلة كانت
وسيد اشمئناط –وكما يوحى لنا اسمه- هو شخص موشمائنط دائما لأن الكون لا يسير وفقا لنظرياته ، ولذلك فهو يتعامل مع كل افراد هذا الكون بنوع من التعالى الموشمائنط دائما ينبع من احتقاره لأفكارهم البدائية والتى لا ترقى لنظرياته الشبراقة العملاقة التى لو صادفت حيز التنفيذ لعم الرخاء وانتهت البطالة وفاضت الترع عسلا ولبنا ولألقينا الجنيهات الذهبية فى البحر المتوسط حتى نحافظ على سعر الذهب من الإنهيار
لسيد وأمثاله من المشمأنطين ابتكار عظيم يجب ان يحصلوا بفضله على جائزة موبيل للعلوم الإجتماعية وهو ابتكار "المنطق الكاوتش" والذى يمكن تشكيله على حسب الحالة ، فمثلا يرجع سيد مشاكل جيله كلها الى الفضائيات والبلاوى اللى بتذيعها ومع ذلك فأن لديه دائما ما يقنعك به بشأن وجود ذلك الطبق الطائر كبير القطر المتصل بلا حجاب بالقمر المصرى والعربى والأوروبى قابعا على سطح بيته، كما يرى سيد ان مشكلة البلد الإقتصادية سببها الأساسى هو شراء السيارات بالقسط من البنوك ، ومع ذلك يمكنه دائما ان يذهب بك الى البحر ويعود بك عشطانا فى تفسير ذلك المبلغ الذى يخصم شهريا من راتبه مقابل السيارة التى جدت عليه
واسلوب قياده سيد بداية من اختيار نوعيه سيارته الى التعامل بها مع الأسفلت والناس لا يخرج كثيرا عن هذا الإطار، معظم من هم سيد اشمناط يفضلون السيارات التى تسبب نوع من الإرهاب للآخرين فى الشارع يستطيعون به فرض رؤيتهم المتفردة لأسلوب القيادة على عباد الله الغلابة من باقى قادة السيارات، ولذلك يتراوح نوع السيارة من ال 132 والبيجو 504، الى الشاهين واللادا بحسب الحالة المادية، ولو تيسرت الحالة قليلا فالشيروكى ذات الفك المفترس تمثل اكبر دعم معنوى لأراء سيد اشمئناط التقدمية "ماهو الناس لازم تعرف إيمتى وتحاسب من سكتى ، مش كفاية انهم جهله وحرامية ومرتشين وبيتفرجوا على قنوات ميلودى، كمان عايزين يمشوا فى نفس الشارع معايا؟ دى مصيبة ايه دى ياخويا دى"اما بالنسبة لأسلوب القيادة لدى سيد اشمئناط، فكل من هو سيد اشمناط يؤمن فى قرارة نفسه انه مبعوث العناية الإلاهية لاعادة فرض النظام فى الشارع المصرى، اما النظام الذى يحاول فرضه بقوة رفارف سيارته فليس هو نظام القيادة العالمى ولا نظام القيادة طبقا للقانون المصرى ولا اى شئ سوى مفهومه الخاص ورؤيته الذاتية لمبادئ القيادة ، فمثلا اذا كان سيد اشمئناط يرى ان الخطوط المتقطعة البيضاء وظيفتها البقاء بين عجلتى السيارة حتى لا يتوه سيد ويطلع على الرصيف فبشكل مباشر يكون من من يدعى ان هذة الخطوط وظيفتها تحديد الحارات والبقاء حول عجلات السيارة وليس بداخلها هو كاذب مدعى يستحق السلق حيا فى اقرب مسمط ، ومثله من يدعى ان يسار الطريق هو للتخطى والإخلاء وليس مقر اقامة الجدعان والمفكرين امثال سيد اشمئناط وطبعا باعتبار سيد اشمنئاط من رواد الفكر والتنظير فى المجتمع كما يحلو له ان يرى نفسه، واحد القلائل، ان لم يكن الوحيد ضمن العشيرة البشرية التى قاربت على المئة مليون الذى يعرف الطريق الصحيح، فإن هذة الريادة تتيح له بعض الإمتيازات، فهو الوحيد الذى يحق له الكسر على مخاليق ربنا بسيارته التى يسير بها ابطأ منهم مما يجبرهم على الفرملة ( هو يعنى الغبى مش شايفنى وانا باخد شمال ، ميفرمل وللا يتنيل هو يعنى وراه ايه) ،وهو الوحيد الذى يحق له ان يعبر التقاطعات بدون توقف، (ميستنو هما، انا للى حقى اعدى الأول علشان ناحيتى انا اللى هى اللى قدام) ولن تفهم بالطبع ما هى "الناحية اللى قدام" دى ولا ايه علاقتها بأولوية المرور فى التقاطعات، وذلك لأن عقلك البدائى ليس فى مستوى منطق عقل سيد اشمئناط . لكن اللطيف فعلا هو انه حينما ينعكس الموقف ونجد سيد يقف فى الجهة الأخرى من التقاطع، فسنجده برضه بيعدى الأول قائلا وحالة من الإشمئناط الأزلى قد ارتسمت على وجهه ،( انا اللى حقى اعدى الأول علشان ناحيتى انا اللى هى اللى ورا)، ، وذلك انطلاقا من نفس نظرية "المنطق الكاوتش" التى تحدثنا عنها سابقا
دائما يحب سيد اشمئناط ان يفرض رؤيته الخاصة على الطريق انطلاقا من فكرة انه عارف مصلحة الناس دى كلها اكتر ماهم عارفينها، فاذا كان الشارع يسير بسرعة ، فنجد سيد يقوم بدور فعال فى ضبط ايقاع الشارع بسيارتة التى يسير بها-وقد انختم وجهه بختم الإشمئناط المعتمد- بين حارتين سادا الشارع كله ومجبرا الكل على السير بسرعة 40 كم/س (ماهو فى العجلة الندامة ، قد ابطأ تصل اسرع)اما حينما تكون سرعة المرور بطيئة نجد سيد يقوم بدور لا بأس به فى اصابة الطريق كله بالصرع باستخدام الكلاكسات والنور العالى والكبس بالإكصدام على السيارات التالية وقد رسم اعلى درجات الإشمئناط على وجهه حتى يرفع من معدل نبض الطريق( ماهو لازم يجروا شوية علشان يوصلوا شغلهم بدرى، انا اصلا كدة بكسب فيهم ثواب)ونجد حرص سيد على فرض رؤيتة الخاصة على الطريق ينعكس فى رد فعله اذا ظهرت غنمة شاردة يقودها شاب ارعن يحاول القيادة بسرعة تختلف عما يراه سيد صالحا للطريق، فعندما يرى سيد سيارة مسرعة تأتى من الخلف، حتى لو كان اليسار مفتوحا ومروره لن يسبب لسيد مشكلة من اى نوع، يسرع سيد ليسد اليسار متجاهلا كل الأنوار والكلاكسات التى يصدرها الشاب الأرعن شاعرا بتلك المتعة الفلسفية التى يحصل عليها معلم اعطى درسا لتلميذ يانع فى فضيلة الصبر والتأنى، اما اذا كان الشاب الأرعن من النوع البلطجى الذى لا ينصاع لحكمة سيد واستطاع بالزرالة او الخبرة او الإرهاب تخطى سيد والإفلات بسيارته مختفيا فى نهاية خط الأفق، او قرر تبادل الأدوار مع سيد واعطائة درسا فى فضيلة السير بسرعة عشرة كيلومتر فى الساعة لمسافة خمسة كيلومترات ، فإن حالة الإحباط التى سيصاب بها سيد سوف تلقى بهبابها وقطرانها على قلوب وعقول كل من سيلقيهم حظم العاثر فى طريق سيد لهذا اليوم سواء على الطريق او فى محيط سيد الإجتماعى، حتى ان ضحاياه لهذا اليوم قد يتحولون لنسخ اخرى من سيد اشمئناط
وحينما تحدث الطامة ، وتسفر محاولات سيد اشمئناط فرض رؤيته عن تصادم فى وجهات النظر يؤدى الى تصادم فى الصاج ،فإن اسلوب سيد فى المواجهة لا يختلف عن اسلوبه فى القيادة والحياه، ففضلا عن انه هو طبعا الصح بلا نقاش، فاساسا راكب السيارة الأخرى ليس من حقه الكلام ولا النقاش لأن سيد اساسا لا ينزل لمستوى الكلام مع امثال الفسل ده ولا يرضى اصلا يشغله ماسح احذية عنده حتى لو كان سيد راكب عربية طراز فاساكونيا 1971والطرف التانى راكب عربية من طراز عيون الشبح الناعسة موديل 2009
من مودى لاعتماد لنجيب لهايدى لسيد يا قلب لا تحزن

ماركات وموديلات السائقين-االنوع الرابع:هايدى تجارة انجلش

نتحدث الآن عن النوع الرابع من السائقين، وهذة المرة نتحدث عن زهرة يانعة اسمها هايدى لاتزال تتلمس طريقها نحو الحياه ، بعد ان حصلت على مجموع لا باس به فى الثانوية العامة سمح لها بدخول كليه كويسة ، ولأان ابوها لا يحب لابنته الأثيرة ان تتحول الى عجة داخل علب السردين المرقمة التى تجوب شوارع مدننا محلاه بشعار هيئة النقل العام، فقد اشترى لها سيارة تتراوح بين السيات وال127 ان كان ممن يتشبثون بأهداب الطبقة المتوسطة وصولا الى المينى كوبر ان كان من المستورين ومرورا بكثير من الماركات مثل الماروتى والبيكانتو والسيرون الجيتز والياريس والجولف
بمجرد حصول اختنا هايدى على السيارة فلابد ان تملأها بكل ما يثبت انها هايدى وليست هريدى مثلا، فنجد ايشارب مبروم قد تدلى من مراية الصالون وحديقة حيوانات كاملة من الدببة المحشوة بالإسفنج قد اتخذت مواقعها لمراقبة الطريق من الزجاج الخلفى ، ونجد الكرسيين الاماميين وقد لبس كل منهما تيشيرت عليه صورة بطوط-واحيانا بكار لو كانت هايدى تقاطع المنتجات الأمريكية- ونجد مسندى الرأس وقد تحول كل منهما الى رأس قط او قندس او راكون، حسب المتوافر فى محل الإكسسوار عند زيارة هايدى له ، ولا ننسى ذلك القرد الذى التصق فى بلاهة بزجاج الباب الخلفى الأيسر للسيارة مانعا صديقة هايدى التى ستركب يوما على المقعد الخلفى من فتح شباكها حتى لو كانت ستختنق من الحر ، ولا مانع من اشياء اخرى لا ادرى لها اسما ولا صفة منها ما هو ازرق ومنها ما هو ذهبى ومنها ما هوفضى تتدلى من كل نقطة يمكن تعليق شئ عليها فى صالون السيارة، حتى انك تشعر عند دخول السيارة بأنك قد دخلت محمية طبييعية من تلك المحميات التى تكثر فيها الهوابط ، فقط تختلف هذة المحمية بأن كل حيواناتها مصنوعة من الإسفنج
لكى تكتمل لدينا الصورة فلابد ان نلقى نظرة على منظر هايدى بداخل السيارة، وهنا سنلاحظ حاجة غربية جدا، انه ايا كان حجم السيارة فسيصعب علينا جدا العثور على هايدى بداخلها، سواء كانت سيارة هايدى هى بى إم دبليو او ماروتى فستكون ملاحظتنا للوهلة الأولى ان السيارة تسير بدون سائق ، حدث مرة ان كنت اسير بسيارتى خلف سيارة سيات 133 ، اينعم، تلك السيارة التى يرتفع مسند كرسيها لمسافة نصف متر فقط، ومع ذلك ظلت ادقق النظر عبر زجاجها الخلفى علنى المح احدا يقودها فلم اجد، وحيث ان هذا لم يتسق مع حقيقة ان السيارة كانت تسير وفكرة ان مبدأ القيادة الأوتوماتيكية لم يعثر بعد على مجنون يفكر فى تطبيقه على السيات 133 –فضلا عن انه لم يدخل حيز التنفيذ بعد- فقد استفزنى الأمر الى اقصى درجة، وهكذا فقد اسرعت حتى اصبحت بجوار السيارة المذكورة، واخرجت ثلاثة ارباعى من النافذة حتى استطيع ان احل لغز السائق الخفى، وبعدما ادخلت رأسى تقريبا فى السيات المجاورة اخيرا شفت توكة شعر ، طبعا كان موضوع ان التوكة دى تحتها شعر وان الشعر ده تحته راس وان الراس دى تحتيها هايدى من نوع ما هو محض استنتاج صرف لأن كل اللى قدرت اشوفه هو توكة فقط ، طبعا حدث ولا حرج عن العربيات الأكبر شوية والتى يستحيل ان تعثر على هايدى فيها، ولا حتى على التوكة
مشكلة الحجم دى بتنعكس على اسلوب تعامل هايدى مع السيارة ، حيث ان هايدى بتتعامل مع السيارة بنفس الأسلوب اللى انا او انت ممكن نتعامل بيه مع سفينة بضائع او حاملة طائرات ، اولاََ هى عندها حاجة كدة اسمها طقم السواقة، من اول نضارة الشمس بتاع السواقة لحد الشبشب بتاع السواقة والموجود تحت الكرسى، مرورا بالجوانتى بتاع السواقة فى الشتاء، والمناديل المعطرة بتاعة السواقة ، مع هايدى تشعر ان مسألة السواقة مسألة معقدة وخطيرة حتى اننى اتصور انها قبل ان تقود السيارة لا بد ان تتبادل تتبادل كلمة السر مع البواب وتتأكد ان رد البواب عليها صحيح
اما ثانيا فهو اسلوب هايدى فى السواقة والذى له مجموعة ملامح اساسية، اهمها ان السواقة بالنسبة لهايدى ليست هى البنزين ولا الفرامل ولا الدبرياج ولا حتى الفتيس ولكن هو الديريركيسون، كل ما بشوف هايدى وهى ماسكة الديريكسيون بأيديها وسنانها بحس انها مش ماسكة ديريكسيون ولكن تحتضن ابوها اللى فى النزع الأخير وتريد ان تدفع عنه غائلة الموت، حالة من الشعبطة تجعلنى اشعر احيانا اننى لو فاجئت هايدى ولفيت الديريكسيون مرة واحدة فستنقلب معه هايدى ككتلة واحدة لكى تصبح رأسها لأسفل وقدماها لأعلى دون ان تتخلى عن عجلة الديريكسيون
تسفر هذة الحالة المتشعبطة عن ان هايدى مش محتاجة نهائيا لمسند الكرسى، حتى ان المسافة بين هايدى وبين مسند الكرسى تكفى لجلوس احدى صديقات هايدى دون مشاكل
الملمح التالى من اسلوب سواقة هايدى هو تعاملها مع عصاية الفتيس، يعرف معظمنا فى لعبة رفع الأثقال اسلوب النطر، والذى يعتمد على رفع الثقل حتى منتصف المسافة والترييح للحظة ثم نطر الثقل حتى نهاية مشواره، والأسلوب الآخر هو اسلوب الخطف والذى يتم فيه رفع الثقل مرة واحدة من الأرض الى اعلى نقطة، ويعرف كل سائق مخضرم ان التعامل مع عصا الفتيس يتم بأسلوب النطر حيث يقوم بفكها من الغيار السابق بلمسة اصبع، ثم تركها للحظة لتلتقط انفاسها فى وضع المور ثم تعشيق الوضع الجديد، اما بالنسبة لهايدى فهى تتعامل مع عصا الفتيس بأسلوب الخطف، مناورة لطيفة جدا تحث بين هايدى وبين عصا الفتيس تستغرق اقل من ثانيتين لكنها يمكن ان توصف فى صفحات عديدة، فبمجرد ان تضغط هايدى على دواسة الدبرياش تدخل فى حالة من التحفز والترقب ، حيث تنظر لعصا الفتيس بطرف عينيها ، ووتطمئن ان عصا الفتيس فى مطرحها ومش واخدة خوانة ، يستمر الامر لربع ثانية ثم هوب مرة واحدة تروح رافعة ايدها من على الديريكسيون وخاطفة العصاية بأسرع مايمكن من التانى جايباها فى التالت قبل ما العصاية تاخد بالها انها هتتعرض لحركة الغدر دى ،يظهر ان هايدى بتكون خايفة العصاية تطلع تجرى وتسيب مكانها فاضى لو هايدى اتأخرت فى خطف النقلة
ننتقل لملمح تالت من ملامح سواقة هايدى، وهو حدود العربية، حدود العربية عند هايدى غريبة شوية، لأن العربية عندها من الامام تنتهى مع اخر نقطة يمكن رؤيتها، ما لا تستطيع هايدى رؤيته هو ببساطه غير موجود، وحيث ان هايدى لا تستطيع رؤية ابعد من منتصف الكبوت فبالتالى دايما نلاقى هايدى ريحت على العربية اللى قدامها فى الزحمة، ليس لأنها تقصد الإسائة لا سمح الله لكن لأن فيه نص متر كدة فى بوز عربيتها مش على ذمتها اصلا ومحدش قاللها انه موجود، اما بالنسبة للحدود الجانبية فسيارة هايدى تنتهى عند الخط الوهمى الفاصل بين علامة السيارة الموجود فى نص الشبكة الأمامية ومفتاح الشنطة الموجود فى نص السيارة من الخلف، نفس نظرية الموتوسيكل، الحتة اليمين دى مش تبعها خالص، ولذلك هنلاقى دايما الجنب اليمين فى سيارة هايدى يعانى حالة من الصنفرة المزمنة التى لا تغرى اى عاقل بالإقتراب من يمين سيارة هايدىاما عن اسلوب هايدى فى الطريق فأنا أوكد واجزم ان المشكلة فيه مش مشكلتها هى خالص، المشكلة مشكلة الناس اللى بيزمرولها ويخضوها، طب بتخطوها ليييييييييييييييه ؟ هو يعنى انتم مش عارفيها انها بتتخض وتتسرع، هى ماشية مع نفسها سواء فى الشمال او فى النص-عمرها طبعا ما تمشى فى اليمين لأن مدرب السواقى اللى علمها قا لها ان اليمين دة وحش وفيه ابو رجل مسلوخة بيخطف البنات الصغيرين- وعايشة حياتها وبتحل مشاكلها مع البنزين والفرامل والدبرياج والفتيس والديريكسيون ، يقوم ييجى واحد قليل الأدب من وراها يسرعها بالكلاكس ، تقوم يا عينى تتخض تروح لافة الديريكسيون على آخر ما فيه وجايبة الشارع كله بالعرض ، وهى ونصيبها بأه تاخد عاربيتين فى سكتها، تشيل كشك خضار ، او الحادثة الأكثر شهرة اللى بتعملها كل هايدى وهى الطلوع بالعربية فوق الرصيف –مين فيكم ما مسمعش عن حادثة طلوع عربية فوق الرصيف ارتكبتها هايدى ما من معارفه، طب بالذمة تبقى غلطتها وللا غلطة الرخم اللى خضها