الأحد، 15 مارس 2009

ماركات وموديلات السائقين-االنوع الرابع:هايدى تجارة انجلش

نتحدث الآن عن النوع الرابع من السائقين، وهذة المرة نتحدث عن زهرة يانعة اسمها هايدى لاتزال تتلمس طريقها نحو الحياه ، بعد ان حصلت على مجموع لا باس به فى الثانوية العامة سمح لها بدخول كليه كويسة ، ولأان ابوها لا يحب لابنته الأثيرة ان تتحول الى عجة داخل علب السردين المرقمة التى تجوب شوارع مدننا محلاه بشعار هيئة النقل العام، فقد اشترى لها سيارة تتراوح بين السيات وال127 ان كان ممن يتشبثون بأهداب الطبقة المتوسطة وصولا الى المينى كوبر ان كان من المستورين ومرورا بكثير من الماركات مثل الماروتى والبيكانتو والسيرون الجيتز والياريس والجولف
بمجرد حصول اختنا هايدى على السيارة فلابد ان تملأها بكل ما يثبت انها هايدى وليست هريدى مثلا، فنجد ايشارب مبروم قد تدلى من مراية الصالون وحديقة حيوانات كاملة من الدببة المحشوة بالإسفنج قد اتخذت مواقعها لمراقبة الطريق من الزجاج الخلفى ، ونجد الكرسيين الاماميين وقد لبس كل منهما تيشيرت عليه صورة بطوط-واحيانا بكار لو كانت هايدى تقاطع المنتجات الأمريكية- ونجد مسندى الرأس وقد تحول كل منهما الى رأس قط او قندس او راكون، حسب المتوافر فى محل الإكسسوار عند زيارة هايدى له ، ولا ننسى ذلك القرد الذى التصق فى بلاهة بزجاج الباب الخلفى الأيسر للسيارة مانعا صديقة هايدى التى ستركب يوما على المقعد الخلفى من فتح شباكها حتى لو كانت ستختنق من الحر ، ولا مانع من اشياء اخرى لا ادرى لها اسما ولا صفة منها ما هو ازرق ومنها ما هو ذهبى ومنها ما هوفضى تتدلى من كل نقطة يمكن تعليق شئ عليها فى صالون السيارة، حتى انك تشعر عند دخول السيارة بأنك قد دخلت محمية طبييعية من تلك المحميات التى تكثر فيها الهوابط ، فقط تختلف هذة المحمية بأن كل حيواناتها مصنوعة من الإسفنج
لكى تكتمل لدينا الصورة فلابد ان نلقى نظرة على منظر هايدى بداخل السيارة، وهنا سنلاحظ حاجة غربية جدا، انه ايا كان حجم السيارة فسيصعب علينا جدا العثور على هايدى بداخلها، سواء كانت سيارة هايدى هى بى إم دبليو او ماروتى فستكون ملاحظتنا للوهلة الأولى ان السيارة تسير بدون سائق ، حدث مرة ان كنت اسير بسيارتى خلف سيارة سيات 133 ، اينعم، تلك السيارة التى يرتفع مسند كرسيها لمسافة نصف متر فقط، ومع ذلك ظلت ادقق النظر عبر زجاجها الخلفى علنى المح احدا يقودها فلم اجد، وحيث ان هذا لم يتسق مع حقيقة ان السيارة كانت تسير وفكرة ان مبدأ القيادة الأوتوماتيكية لم يعثر بعد على مجنون يفكر فى تطبيقه على السيات 133 –فضلا عن انه لم يدخل حيز التنفيذ بعد- فقد استفزنى الأمر الى اقصى درجة، وهكذا فقد اسرعت حتى اصبحت بجوار السيارة المذكورة، واخرجت ثلاثة ارباعى من النافذة حتى استطيع ان احل لغز السائق الخفى، وبعدما ادخلت رأسى تقريبا فى السيات المجاورة اخيرا شفت توكة شعر ، طبعا كان موضوع ان التوكة دى تحتها شعر وان الشعر ده تحته راس وان الراس دى تحتيها هايدى من نوع ما هو محض استنتاج صرف لأن كل اللى قدرت اشوفه هو توكة فقط ، طبعا حدث ولا حرج عن العربيات الأكبر شوية والتى يستحيل ان تعثر على هايدى فيها، ولا حتى على التوكة
مشكلة الحجم دى بتنعكس على اسلوب تعامل هايدى مع السيارة ، حيث ان هايدى بتتعامل مع السيارة بنفس الأسلوب اللى انا او انت ممكن نتعامل بيه مع سفينة بضائع او حاملة طائرات ، اولاََ هى عندها حاجة كدة اسمها طقم السواقة، من اول نضارة الشمس بتاع السواقة لحد الشبشب بتاع السواقة والموجود تحت الكرسى، مرورا بالجوانتى بتاع السواقة فى الشتاء، والمناديل المعطرة بتاعة السواقة ، مع هايدى تشعر ان مسألة السواقة مسألة معقدة وخطيرة حتى اننى اتصور انها قبل ان تقود السيارة لا بد ان تتبادل تتبادل كلمة السر مع البواب وتتأكد ان رد البواب عليها صحيح
اما ثانيا فهو اسلوب هايدى فى السواقة والذى له مجموعة ملامح اساسية، اهمها ان السواقة بالنسبة لهايدى ليست هى البنزين ولا الفرامل ولا الدبرياج ولا حتى الفتيس ولكن هو الديريركيسون، كل ما بشوف هايدى وهى ماسكة الديريكسيون بأيديها وسنانها بحس انها مش ماسكة ديريكسيون ولكن تحتضن ابوها اللى فى النزع الأخير وتريد ان تدفع عنه غائلة الموت، حالة من الشعبطة تجعلنى اشعر احيانا اننى لو فاجئت هايدى ولفيت الديريكسيون مرة واحدة فستنقلب معه هايدى ككتلة واحدة لكى تصبح رأسها لأسفل وقدماها لأعلى دون ان تتخلى عن عجلة الديريكسيون
تسفر هذة الحالة المتشعبطة عن ان هايدى مش محتاجة نهائيا لمسند الكرسى، حتى ان المسافة بين هايدى وبين مسند الكرسى تكفى لجلوس احدى صديقات هايدى دون مشاكل
الملمح التالى من اسلوب سواقة هايدى هو تعاملها مع عصاية الفتيس، يعرف معظمنا فى لعبة رفع الأثقال اسلوب النطر، والذى يعتمد على رفع الثقل حتى منتصف المسافة والترييح للحظة ثم نطر الثقل حتى نهاية مشواره، والأسلوب الآخر هو اسلوب الخطف والذى يتم فيه رفع الثقل مرة واحدة من الأرض الى اعلى نقطة، ويعرف كل سائق مخضرم ان التعامل مع عصا الفتيس يتم بأسلوب النطر حيث يقوم بفكها من الغيار السابق بلمسة اصبع، ثم تركها للحظة لتلتقط انفاسها فى وضع المور ثم تعشيق الوضع الجديد، اما بالنسبة لهايدى فهى تتعامل مع عصا الفتيس بأسلوب الخطف، مناورة لطيفة جدا تحث بين هايدى وبين عصا الفتيس تستغرق اقل من ثانيتين لكنها يمكن ان توصف فى صفحات عديدة، فبمجرد ان تضغط هايدى على دواسة الدبرياش تدخل فى حالة من التحفز والترقب ، حيث تنظر لعصا الفتيس بطرف عينيها ، ووتطمئن ان عصا الفتيس فى مطرحها ومش واخدة خوانة ، يستمر الامر لربع ثانية ثم هوب مرة واحدة تروح رافعة ايدها من على الديريكسيون وخاطفة العصاية بأسرع مايمكن من التانى جايباها فى التالت قبل ما العصاية تاخد بالها انها هتتعرض لحركة الغدر دى ،يظهر ان هايدى بتكون خايفة العصاية تطلع تجرى وتسيب مكانها فاضى لو هايدى اتأخرت فى خطف النقلة
ننتقل لملمح تالت من ملامح سواقة هايدى، وهو حدود العربية، حدود العربية عند هايدى غريبة شوية، لأن العربية عندها من الامام تنتهى مع اخر نقطة يمكن رؤيتها، ما لا تستطيع هايدى رؤيته هو ببساطه غير موجود، وحيث ان هايدى لا تستطيع رؤية ابعد من منتصف الكبوت فبالتالى دايما نلاقى هايدى ريحت على العربية اللى قدامها فى الزحمة، ليس لأنها تقصد الإسائة لا سمح الله لكن لأن فيه نص متر كدة فى بوز عربيتها مش على ذمتها اصلا ومحدش قاللها انه موجود، اما بالنسبة للحدود الجانبية فسيارة هايدى تنتهى عند الخط الوهمى الفاصل بين علامة السيارة الموجود فى نص الشبكة الأمامية ومفتاح الشنطة الموجود فى نص السيارة من الخلف، نفس نظرية الموتوسيكل، الحتة اليمين دى مش تبعها خالص، ولذلك هنلاقى دايما الجنب اليمين فى سيارة هايدى يعانى حالة من الصنفرة المزمنة التى لا تغرى اى عاقل بالإقتراب من يمين سيارة هايدىاما عن اسلوب هايدى فى الطريق فأنا أوكد واجزم ان المشكلة فيه مش مشكلتها هى خالص، المشكلة مشكلة الناس اللى بيزمرولها ويخضوها، طب بتخطوها ليييييييييييييييه ؟ هو يعنى انتم مش عارفيها انها بتتخض وتتسرع، هى ماشية مع نفسها سواء فى الشمال او فى النص-عمرها طبعا ما تمشى فى اليمين لأن مدرب السواقى اللى علمها قا لها ان اليمين دة وحش وفيه ابو رجل مسلوخة بيخطف البنات الصغيرين- وعايشة حياتها وبتحل مشاكلها مع البنزين والفرامل والدبرياج والفتيس والديريكسيون ، يقوم ييجى واحد قليل الأدب من وراها يسرعها بالكلاكس ، تقوم يا عينى تتخض تروح لافة الديريكسيون على آخر ما فيه وجايبة الشارع كله بالعرض ، وهى ونصيبها بأه تاخد عاربيتين فى سكتها، تشيل كشك خضار ، او الحادثة الأكثر شهرة اللى بتعملها كل هايدى وهى الطلوع بالعربية فوق الرصيف –مين فيكم ما مسمعش عن حادثة طلوع عربية فوق الرصيف ارتكبتها هايدى ما من معارفه، طب بالذمة تبقى غلطتها وللا غلطة الرخم اللى خضها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق