الأحد، 15 مارس 2009

ماركات وموديلات السائقين-النوع الخامس:سيد اشمئناط

وهكذا وبعد ان اصبح لدينا مودى واعتماد ونجيب وهايدى، ينضم الى موديلات السائقين موديل جديد هو: أستاذ سيد إشمئناط
سنة الصنع: 1948 الى 1978 (ملحوظة هامة، توجد موديلات اخرى للسائقين من نفس سنوات الصنع ولذلك ارجو الا يعتبر اى ممن ينتمى الى تلك السنوات نفسه منتميا الى هذا الموديل)
سيد اشمئناط هو واحد من مفرادت مساحة عريضة جدا لسائقى الملاكى فى مصر، وينطبق عليه تماما القول الدارج"ربنا قسم الأرزاق وقسم العقول محدش عجبه رزقة لكن كل واحد عاجبه عقله،سيد اشمئناط يتعامل مع كل معطيات حياته مستخدما سوفت وير من طراز (انا اللى بفهم والباقى حمير)، وفكرة هذا السوفتوير بسيطة جدا، فالمجتمع المصرى المكون من 78 مليون فرد تقريبا ينقسم فى نظر استاذ سيد الى قسمين ، القسم الأول هو (انا) (التى تعود على سيد نفسه) وهذا القسم يمثل الحق والخير والجمال والفكر والثقافة والحضارة والإلتزام وبعد النظر وكل ما هو جميل، اما القسم الآخر فيمثل ال77999999 فرد الباقين من المجتمع المصرى ، وهذا القسم من اعلاه الى اسفله يمثل التخلف والغباء والكذب والغش والخداع وكسر القوانين والبلاهة والعبط ،وهكذا نجد سيد اشمئناط، ليس فقط يعيش ضمن منظومتة الخاصة للمبادئ والأختيارات، ولكن يفرضها باعتبارها ناموسا كونيا لا فصال فيه على كل من تقع رقبته تحت يده بأى وسيلة كانت
وسيد اشمئناط –وكما يوحى لنا اسمه- هو شخص موشمائنط دائما لأن الكون لا يسير وفقا لنظرياته ، ولذلك فهو يتعامل مع كل افراد هذا الكون بنوع من التعالى الموشمائنط دائما ينبع من احتقاره لأفكارهم البدائية والتى لا ترقى لنظرياته الشبراقة العملاقة التى لو صادفت حيز التنفيذ لعم الرخاء وانتهت البطالة وفاضت الترع عسلا ولبنا ولألقينا الجنيهات الذهبية فى البحر المتوسط حتى نحافظ على سعر الذهب من الإنهيار
لسيد وأمثاله من المشمأنطين ابتكار عظيم يجب ان يحصلوا بفضله على جائزة موبيل للعلوم الإجتماعية وهو ابتكار "المنطق الكاوتش" والذى يمكن تشكيله على حسب الحالة ، فمثلا يرجع سيد مشاكل جيله كلها الى الفضائيات والبلاوى اللى بتذيعها ومع ذلك فأن لديه دائما ما يقنعك به بشأن وجود ذلك الطبق الطائر كبير القطر المتصل بلا حجاب بالقمر المصرى والعربى والأوروبى قابعا على سطح بيته، كما يرى سيد ان مشكلة البلد الإقتصادية سببها الأساسى هو شراء السيارات بالقسط من البنوك ، ومع ذلك يمكنه دائما ان يذهب بك الى البحر ويعود بك عشطانا فى تفسير ذلك المبلغ الذى يخصم شهريا من راتبه مقابل السيارة التى جدت عليه
واسلوب قياده سيد بداية من اختيار نوعيه سيارته الى التعامل بها مع الأسفلت والناس لا يخرج كثيرا عن هذا الإطار، معظم من هم سيد اشمناط يفضلون السيارات التى تسبب نوع من الإرهاب للآخرين فى الشارع يستطيعون به فرض رؤيتهم المتفردة لأسلوب القيادة على عباد الله الغلابة من باقى قادة السيارات، ولذلك يتراوح نوع السيارة من ال 132 والبيجو 504، الى الشاهين واللادا بحسب الحالة المادية، ولو تيسرت الحالة قليلا فالشيروكى ذات الفك المفترس تمثل اكبر دعم معنوى لأراء سيد اشمئناط التقدمية "ماهو الناس لازم تعرف إيمتى وتحاسب من سكتى ، مش كفاية انهم جهله وحرامية ومرتشين وبيتفرجوا على قنوات ميلودى، كمان عايزين يمشوا فى نفس الشارع معايا؟ دى مصيبة ايه دى ياخويا دى"اما بالنسبة لأسلوب القيادة لدى سيد اشمئناط، فكل من هو سيد اشمناط يؤمن فى قرارة نفسه انه مبعوث العناية الإلاهية لاعادة فرض النظام فى الشارع المصرى، اما النظام الذى يحاول فرضه بقوة رفارف سيارته فليس هو نظام القيادة العالمى ولا نظام القيادة طبقا للقانون المصرى ولا اى شئ سوى مفهومه الخاص ورؤيته الذاتية لمبادئ القيادة ، فمثلا اذا كان سيد اشمئناط يرى ان الخطوط المتقطعة البيضاء وظيفتها البقاء بين عجلتى السيارة حتى لا يتوه سيد ويطلع على الرصيف فبشكل مباشر يكون من من يدعى ان هذة الخطوط وظيفتها تحديد الحارات والبقاء حول عجلات السيارة وليس بداخلها هو كاذب مدعى يستحق السلق حيا فى اقرب مسمط ، ومثله من يدعى ان يسار الطريق هو للتخطى والإخلاء وليس مقر اقامة الجدعان والمفكرين امثال سيد اشمئناط وطبعا باعتبار سيد اشمنئاط من رواد الفكر والتنظير فى المجتمع كما يحلو له ان يرى نفسه، واحد القلائل، ان لم يكن الوحيد ضمن العشيرة البشرية التى قاربت على المئة مليون الذى يعرف الطريق الصحيح، فإن هذة الريادة تتيح له بعض الإمتيازات، فهو الوحيد الذى يحق له الكسر على مخاليق ربنا بسيارته التى يسير بها ابطأ منهم مما يجبرهم على الفرملة ( هو يعنى الغبى مش شايفنى وانا باخد شمال ، ميفرمل وللا يتنيل هو يعنى وراه ايه) ،وهو الوحيد الذى يحق له ان يعبر التقاطعات بدون توقف، (ميستنو هما، انا للى حقى اعدى الأول علشان ناحيتى انا اللى هى اللى قدام) ولن تفهم بالطبع ما هى "الناحية اللى قدام" دى ولا ايه علاقتها بأولوية المرور فى التقاطعات، وذلك لأن عقلك البدائى ليس فى مستوى منطق عقل سيد اشمئناط . لكن اللطيف فعلا هو انه حينما ينعكس الموقف ونجد سيد يقف فى الجهة الأخرى من التقاطع، فسنجده برضه بيعدى الأول قائلا وحالة من الإشمئناط الأزلى قد ارتسمت على وجهه ،( انا اللى حقى اعدى الأول علشان ناحيتى انا اللى هى اللى ورا)، ، وذلك انطلاقا من نفس نظرية "المنطق الكاوتش" التى تحدثنا عنها سابقا
دائما يحب سيد اشمئناط ان يفرض رؤيته الخاصة على الطريق انطلاقا من فكرة انه عارف مصلحة الناس دى كلها اكتر ماهم عارفينها، فاذا كان الشارع يسير بسرعة ، فنجد سيد يقوم بدور فعال فى ضبط ايقاع الشارع بسيارتة التى يسير بها-وقد انختم وجهه بختم الإشمئناط المعتمد- بين حارتين سادا الشارع كله ومجبرا الكل على السير بسرعة 40 كم/س (ماهو فى العجلة الندامة ، قد ابطأ تصل اسرع)اما حينما تكون سرعة المرور بطيئة نجد سيد يقوم بدور لا بأس به فى اصابة الطريق كله بالصرع باستخدام الكلاكسات والنور العالى والكبس بالإكصدام على السيارات التالية وقد رسم اعلى درجات الإشمئناط على وجهه حتى يرفع من معدل نبض الطريق( ماهو لازم يجروا شوية علشان يوصلوا شغلهم بدرى، انا اصلا كدة بكسب فيهم ثواب)ونجد حرص سيد على فرض رؤيتة الخاصة على الطريق ينعكس فى رد فعله اذا ظهرت غنمة شاردة يقودها شاب ارعن يحاول القيادة بسرعة تختلف عما يراه سيد صالحا للطريق، فعندما يرى سيد سيارة مسرعة تأتى من الخلف، حتى لو كان اليسار مفتوحا ومروره لن يسبب لسيد مشكلة من اى نوع، يسرع سيد ليسد اليسار متجاهلا كل الأنوار والكلاكسات التى يصدرها الشاب الأرعن شاعرا بتلك المتعة الفلسفية التى يحصل عليها معلم اعطى درسا لتلميذ يانع فى فضيلة الصبر والتأنى، اما اذا كان الشاب الأرعن من النوع البلطجى الذى لا ينصاع لحكمة سيد واستطاع بالزرالة او الخبرة او الإرهاب تخطى سيد والإفلات بسيارته مختفيا فى نهاية خط الأفق، او قرر تبادل الأدوار مع سيد واعطائة درسا فى فضيلة السير بسرعة عشرة كيلومتر فى الساعة لمسافة خمسة كيلومترات ، فإن حالة الإحباط التى سيصاب بها سيد سوف تلقى بهبابها وقطرانها على قلوب وعقول كل من سيلقيهم حظم العاثر فى طريق سيد لهذا اليوم سواء على الطريق او فى محيط سيد الإجتماعى، حتى ان ضحاياه لهذا اليوم قد يتحولون لنسخ اخرى من سيد اشمئناط
وحينما تحدث الطامة ، وتسفر محاولات سيد اشمئناط فرض رؤيته عن تصادم فى وجهات النظر يؤدى الى تصادم فى الصاج ،فإن اسلوب سيد فى المواجهة لا يختلف عن اسلوبه فى القيادة والحياه، ففضلا عن انه هو طبعا الصح بلا نقاش، فاساسا راكب السيارة الأخرى ليس من حقه الكلام ولا النقاش لأن سيد اساسا لا ينزل لمستوى الكلام مع امثال الفسل ده ولا يرضى اصلا يشغله ماسح احذية عنده حتى لو كان سيد راكب عربية طراز فاساكونيا 1971والطرف التانى راكب عربية من طراز عيون الشبح الناعسة موديل 2009
من مودى لاعتماد لنجيب لهايدى لسيد يا قلب لا تحزن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق