الخميس، 26 مارس 2009

ماركات وموديلات السائقين:النوع الثامن-ماما رشا

ماما رشا نموذج موجود فى حياه كل منا، هى تلك الأم صغيرة السن والتى تخوض تجربة الامومة لأول مرة فى حياتها، او على اقصى تقدير تتعامل مع طفلها الثانى ، لا تزال فى عشرينات عمرها او قفزت رغما عنها الى ثلاثيناته ، لديها سيارة صغيرة اشتراها لها زوجها حتى يتخلص من الحاحها المستمر عليه لكى يوصلها الى ماما او يوصل الأولاد الى الحضانة او يترك عمله ليلحق بالواد اللى لم يحلو له الاصابة بالسخونة سوى قبل اجتماع مجلس الادارة بعشرة دقائق لكى يذهب به الى طبيب اطفال يصف له فى النهاية نصف قرص اسبرين اطفال مذاب فى كوب ماء وقرص باراسيتامول يوميا، وهى اشياء كان يمكن ان تخمنها مما رشا وتترك زوجها فى حاله لكى يكافح من اجل اطعام هذا الجيش من الأفواه المفتوحة
ماما رشا مشكلتها انها دايما مشغولة، ودايما محتاسة ودايما غرقانة فى شبر مية ، تراها فى المنزل وهى تهدهد رضيعها حمزة(عهد الأطفال الذين كان اسمهم تامر وطارق و شريف ذهب الى غير رجعة حيث اصبح الاطفال الآن اسمهم الخوارزمى وحمزة ومعاوية) باحدى يديها وباليدى الأخرى تقلب الشوربة وباحدى قدميها تقوم بتجفيف ارضية المطبخ التى القى عليها حنيف (اخو حمزة الأكبر) كوب اللبن ، فاذا انتهت من ذلك تبدأ فى غسيل غيارات حنيف وحمزة وهى تجذب حمزة الذى كاد يلقى بنفسه من على الترابيزة التى تركته عليها وتصرخ فى حنيف الذى يريد وضع اصبعه فى قابس الكهرباء لكى يضئ كما رأى القط توم يفعل الليلة الماضية، تقوم بنشر الغسيل مانعة حنيف من الطيران من البلاكونة على طريقة مازنجر ثم تسرع لتلحق بحمزة الذى انقلب على ظهره وراح يصرخ صرخات من هو منعدم الحيلة محركا يديه وقدميه فى محاولة يائسة للانقلاب الى الوضع الذى يفهمه ويستوعبه (على بطنه) مثلما يفعل صرصور اصابه شبشب فى غير مقتل اثناء نزهته اليومية على الحائط فألقى به ارضا على ظهره دون ان يتنزع روحه،
منذ ان تركت ماما رشا عملها بعد اجازة الوضع التى تلتها اجازة بدون مرتب لرعاية الطفل وهى تشعر انها عبد مقيد بقيد حديدى يمتلك مفاتيحه هؤلاء الملاعين الصغار، وبالرغم من انها هى التى اصرت وقاتلت وكافحت للحصول على هذة الكائنات الصغيرة ، الا انها تشعر بالذل والهوان والعبودية التى فرضها عليها اهتمامها 24 ساعة فى ال 24 ساعة بهذة الكائنات التى لا تجيد شيئا فى الحياه سوى تلويث غياراتها بالافرازات الهضمية
بالطبع فان واجبات ماما رشا تقتضى الالقاء بمقصوف الرقبة الأكبر سنا الى الحضانة صباحا، وذلك حتى يمارس نوعا من التفاعل الاجتماعى مع امثالة من الكائنات التى تبلل ملابسها-هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى- حتى تلتقط انفاسها قليلا من حالة الmulti tasking التى تعيشها مع المدعوق الكبير والمفعوص الصغير ، كما تقتضى استعادته آخر اليوم، والذهاب الى النادى احيانا حتى يستطيع حنيف ان يلعب بدارجته ذات الثلاثة عجلات والتى يشعر بالظلم منذ ان اهداها له ابوه ، لانه لا يستطيع الحركة بها فى المنزل المحدود المساحة والا كسرت حركته بها شيئا ما، الأمر الذى يستدعى كل شياطين اعماق سقر الى وجه ماما رشا التى تطير خلفه حاملة فى يدها اشهر الأدوات التربوية المصرية منذ عهد الفراعنة ايام الكاهن :شب-شب-رع وحتى يومنا هذا ، لكى تبدا احدى اشهر المطاردات –المصرية ايضا- حول مائدة السفرة، والتى تسفر فى النهاية عن فشل ماما رشا فى الامساك بالمدعوق حنيف، مما يستفزها الى القاء شبشب التربية فى وجه حنيف، الذى بالطبع ينحنى متفاديا الأداه المذكورة، والتى تكمل طريقها لكى تفتك بالزهرية القابعة فى سلام على الترابيزة الصغيرة بجوار النيش، مضيفة اياها الى قائمة الخسائر التى سببها حنيف بدراجته الثلاثية ،
كما تقتتضى واجبات ماما رشا زيارة مامتها، وزيارة اطباء الأطفال والعديد من الزيارات الأخرى، والتى لم يعد فى استطاعة زوجها مرافقتها فيما تبغى منها نتيجة لانسحاقه تحت وطأة مشاغل العمل التى لا ترحم وبالتالى فقد اشترى لماما رشا تلك السيارة التى قد تكون ماروتى وقد تكون بيكانتو وقد تكون ياريس وقد تكون جولف، حسب الحالة الاقتصادية ، وتركها لقدرها مع السيارة والأطفال وتركنا نحن لقدرنا مع ماما رشا وسيارتها واطفالها
سيارة ماما رشا نعرفها من الأشياء التى تميزها والتى يكمن رؤيتها من على البعد، وغالبا تنحصر فى ثلاثة مظاهر، اثنين منهما مبعثهما هو فخر ماما رشا الشديد بأطفالها ، والتى تعتبرهما اعظم ما انتجت فى هذة الحياه، فنراها وقد لصقت ذلك الملصق الأصفر الذى يخبرنا ان السيارة بها طفل على زجاج السيارة الخلفى-الملصق بالطبع هو الموجود على زجاج السيارة الخلفى وليس الطفل- ، اما المظهر الآخر فهو ذلك الكرسى المخصص للأطفال والذى دفعت زوجها دفعا الى شراءه بالفيزا من الهابير ماركت بمجرد ولادة الطفل، مع انها عارفة انه مفلس بعد مصاريف الولادة وعارفة انه عارف ان الكرسى ده لا يستخدم سوى بعد الشهر الرابع ، والغريبة ان نادرا ما تلاقى واحد من الطفلين قاعد على الكرسى اصلا، والذى يتحول غالبا الى مجرد ديكور
اما المظهر الثالث فده قصته قصة، ويتلخص فى ان عربية ماما رشا ومنذ ان تظهر على البعد نشعر جميعا انها مصابة بالزغطة، تمشى كويس شوية وبعدين فجأة نلاقيها راحت يمين، تمشى كويس شوية وبعدين فجأة نلاقيها راحت شمال، تمشى كويس شوية وبعدين فجاة نلاقيها فرملت بدون سبب، تمشى كويس شوية وبعدين فجأة نلاقيها طلعت فوق رصيف
فإذا اقتربنا من سيارة ماما رشا-وهو ما لا انصح به اصلاقا- فسنعرف السبب الذى يبطل معه العجب فى هذة الزغطة ، حيث اننا اذا نظرنا الى ماما رشا فسنلاحظ ظاهرة غريبة جدا، هى ان ماما رشا تبدو للرائى الذى ينظر من خارج السيارة وكأنها متركبة على يويو، الآن هى ظاهرة امامنا وفجأة تلاقيها راحت نازلة فى الدواسة، ثوانى وتطلع تانى، وهوب تلاقيها اختفت ، وهكذا ، حتى يخيل اليك ان السوست بتعاة عفشة عربية ماما رشا مش متركبين على العجلات ولكن متركبين فى كرسى ماما رشا
اما السبب فى هذة التصرفات اليويوهية من ماما رشا فهو الحالة المزمنة من الحوسة والدهولة التى تعيشها ماما رشا، تقود ماما رشا العربية وقد حان موعد بزازة الكراوبة بتاعة حمزة، هوب تروح غطسانة فى الدواسة جايبة البزازة لحمزة، طبعا والعربية ماشية ومافيش اى مشاكل، تدى البزازة لحمزة ذو الستة شهور المقيد الى كرسى الأطفال متوقعة منه انه هيتعامل معاها لوحده، طبعا شفطتين من البزازة وحمزة يطوحها فى ارضية السيارة، تروح ماما رشا نازلة تانى فى الأرضية جايباها وباااااااارضو العربية ماشية ، فى تلك الاثناء يفتح حنيف –الجالس فى المقعد الخلفى-الجاعورة لأحساسه بعقدة عدم الاهتمام، هوب نلاقى ماما رشا فى ارضية العربية علشان تجيب علبة عصير لحنيف-ممكن فى هذة الأثناء تكون داست على رجل واحد من المارة بالعربية او لطشته بالمراية مش مهم، هو يعنى اللى ماشى فى الشارع ده اهم من احتياجات حنوفة وحموزة؟ طبعا فى هذ ة الاثناء يكون حنيف رمى البزازة تانى، وغطسة اخرى الى قاع السيارة لكى تحضر ماما رشا البزازة، فى تلك الاثناء تسمع ماما رشا صوت فرامل تمزق الأسفلت وواحد بيشتم فى الناس اللى بتسوق وهى مش دريانة، فتقول لنفسها : لما هو فيه عالم مبتعرفش تسوق بتركب عربيات ليييييييييه؟ هى المدعوقة البزازة دى راحت فين ، المهم ان ماما رشا عثرت على البزازة وجابتها ادتها لحمزة، فى تلك الأثناء كان حنيف قد اكتشف لعبة طريفة حيث انه عندما ضغط على علبة العصير انطلق منها رشاش من العصير حوله حنيف الى سلاح اصاب به جميع اجزاء السيارة واصابت الدفعة الاخيرة منه قفا امه اثناء صعودها من الدواسة حاملة بزازه شقيقه ، وهنا تلتفت ماما رشا لتجد صالون السيارة وقد تحول الى لوحد سيريالية مليئة بخطوط حمراء من جراء عصير الفراولة ، وهنا يمتلىء وجهها بدوره بخطوط حمراء، لكنها ليست من صنع عصير الفروالة ولكنها من صنع كل شياطين وادى عبقر التى راحت تتقافز فى وجهها من جراء فعله حنيف، وهنا يبدأ مشهد الذروة حيث نشاهد ماما رشا وقد تحولت الى يويو حقيقى بعد ان اتت بحنوفة العزيز من شعره الى جوارها وراحت تكيل له من الصفعات والعضات ما تيسر وختمت الأمر بأن هبطت مرة اخرى الى الدواسة لتأتى بأداتها التربوية من قدمها لكى ينال حنوفة حظه من التربية التى حرمته منه ترابيزة السفرة سابقا، والتى ستجعل منه-التربية طبعا وليس ترابيزة السفرة- مواطنا صالحا، طبعا مش مهم كمية البلاعات اللى خدتها وكمية الارصفة اللى طلعتها وكمية الناس اللى داست على رجليهم وكمية الناس اللى جريت من وش عربيتها قبل ما يفقدوا حياتهم، هو كل دول ييجوا ايه جنب مهمتها السامية فى تربية حنيف وحمزة وجعلهما نموذجا صالحا يفخر به المجتمع
نصيحة يا اخوانى لو شفتم اى عربية ملزوق على زجاجها الخلفى ملصق يخبرنا ان بها طفل، او متركب فيها كرسى اطفال، اتركوا لها الشارع بحاله، مساهمة منكم فى تربية جيل جديد صالح من ناحية ،وحفاظا على ارواحكم وممتلكاتكم من ناحية اخرى

هناك 6 تعليقات:

  1. انا لسه شارية ماروتى امبارح ودى أول عربية ليا انا حاسة انى هابقى زى رشا دى

    ردحذف
  2. بتفكرني بماما نور القمر

    ردحذف
  3. ده انا هشترى عربية الشهر الجاى ليا انا وجزمتى اووه اقصد حمزتى الصغنونة .. يا خراااااااشى انا كان ناقص تكتب اسمى يا عم الحج .. الله يسامحك مش هجيب العربية

    ردحذف
  4. وصف رائع و جميل و حقيقى
    و العربيات دى بتبقى عامله حوادث خفيفة بالهبل
    متشرحه من الجناب
    ربنا يستر علينا
    انا لما بالاقى ماما رشا سايقة و انا بعدى الشارع بفضل واقف بعيد جدا لحد ما هى تمشى و بعدين ابقى اعدى الشارع العمر مش بعزقه

    ردحذف
  5. ضحكتني وأضفت إلى رصيدي من السعادة :-)
    ضحكتني لما قرأت البوست ، خاصة تعبيرَي "العربية مصابة بالزغطة + ماما رشا متركــِّـبة على يويو". عتــَـرت عليهم فين دول؟ ها ها ها
    وأضفت إلى رصيدي من السعادة ، لما اتكعبلت بالصدفة في مشاركتك اللي بعنوان "تجربة غير تقليدية من قناه OTV"، المنشورة في منتدى نايل موتورز. شكراً لذوقك
    أميمة مهران

    ردحذف
  6. انا لما بلاقي واحد سايقة و معاها أطفال ببعد عنها خالص,
    اسلوبك جميل جداً و دائماً,
    مع تحياتي,
    أكرم

    ردحذف