الأربعاء، 18 مارس 2009

ماركات وموديلات السائقين: النوع السابع-مستر اشرف بيزنس

اشرف بيزنس هو ذلك الرجل المهم جدا الذى يرى انه الدينامو المؤثر فى اداء المؤسسة التى يعمل بها، والاحتمال قائم جدا ان تتوقف الكرة الأرضية عن الدوران لو توقف للحظة عن الكلام فى هاتفه المحمول الذى لا يكف عن الرنين او توقف عن العبث باصابعه فى لوحة تحريك المؤشر الخاصة بجهاز الحاسب النقال الذى لا يفارقة والذى تطور من لابتوب الى نوتبوك الى تابليت الى يعلم الله ماذا
نظرا لأن يد اشرف مشغولة دائما بالتفاعل مع لوحة تحريك المؤشر فانها لم تعد تستطيع حمل هاتفه المحمول مما جعله يلجا لسماعة الأسنان الزرقاء(بلو توث) والتى تشعر انها خنفساء قد التصقت باذنه الى الأبد ، او ورم نبت من شحمة اذنه وظهرت عليه شامة على شكل لوجو نوكيا او سونى اريكسون، يتحدث فى هاتفه المحمول عن تحقيق الكوتة بتاعة السيزون او بيع سهم الشركة العامة للدقيق والسيراميك عند كسرة ال22 او مؤتمر مدغشر لاقتصاديات تسويق التليو اللى هيروح عليه بسبب تأخير التأشيرة
يصحو أشرف من النوم صباحا ليبدأ احلام اليقظة المتعلقة بميعاد الساعة تسعة مع فنطزانى بيه فى شركة الكهربا وميتنج مجلس الادارة الساعة 11 ونص فى غرفة التجارة الايرانية، وموعد فض مظاريف مناقصة شبكة التحكم القومية لانتاج وبيع الفول المدمس ،يأخد الدش الصباحى وهو يحسب مقدار هامش الربح الذى سيمكنه من كسب عطاء مشروع تجديد دوره المياه بنادى الطرق والكبارى، ويأكل صباعين باتونساليه وهو يرتدى الجاكيت ويعقد الكرافتة ويشرب شفطة من الشاى، كله فى آن واحد وهو يفكر فى نفس الوقت عما سيقوله لمديره الذى لا يرحم عن تأخير تنفيذ مشروع قناه"بطن الجبل تى فى" الفضائية
يضغط زر الاسانسير عدة مرات بعصبية-وكأن ذلك سوف يسرع بحضور المذكور-وكأن المذكور اذا تأخر سوف يعطل اشرف عن انقاذ الاقتصاد العالمى من التباطؤ الوشيك ،يأتى الاسانسير اخير بعد ان تعطل لفترة فى الدور السابع حتى تركبه مدام رانيا، الأرملة الشابة فائقة الجمال والتى تتعمد ان تضبط موعد خروجها يوميا مع موعد خروج مستر اشرف حتى تقابله فى المصعد،حيث انها ومنذ فترة تحاول القاء شباكها-التى لا يمكن لعاقل مقاومتها اساسا-عليه،حيث ترى فيه فرصة مضمونة لحياه مستقرة ماديا ومعنويا لبقية عمرها، تحاول ان تجر معه حبال الكلام فى المصعد، لكن،وياللأسف اشرف –وبرغم انه متزوج واب-لكن هذا الأمور لم يعد لها اى مساحة من تفكيره، تضحك رانيا فى وجهة فيرى جدول اكسيل فيه ميزانية شهر ابريل، تصبح عليه فيتذكر انه لم يتصل بمسئول لجنة دراسة مناقصة ترميم منصة اعدام سجن ابو زعبل ليحييه، تقترب منه فيشم بدلا من عطرها الفواح رائحة النسكافية الذى يشربه وهو يطالع اسعار افتتتاح الاسهم فى البورصة، هكذا يغادران المصعد وقد كادت تنشق غيظا فى حين بدأ هوا اجراء اول مكالمة صباحية له وكل ما فيه يؤكد انه لم ينتبه لوجودها اصلا
يصل اخيرا الى سيارته لبيدا مشاويره واعماله، مشغولا بمكالمته يناول مفاتيح سيارته الى عم لؤى البواب(انقرض عم عبده وعم صابر منذ زمن طويل جدا فكل البوابين حاليا اسمهم تامر ولؤى وهيثم) لكى يدلف الأخير الى الجراج لجلب السيارة، حيث ان شبكة المحمول داخل الجراج ضعيفة جدا واشرف لا يملك ترف ان يضيع ثانية من الوقت فى مشكلة الشبكة،
تظهر المركبة السوداء والتى تتراوح ما بين الكورولا او السيفيك كحد ادانى الى السى كلاس او الفئة الثالثة كحد اقصى حسب امكانيات اشرف المادية، دخل اشرف الى سيارته التى قام لؤى بتنظيفها من الداخل والخارج والأعلى والأسفل لقاء العطايا السخية التى ينالها من مسطر اشرف(تعود لؤى ان يقول له مسطر اشرف كما يسمع الآخرين ينادونه)، طبعا سيارة اشرف ايا ما كان نوعها لابد من ان تكون سوادء اللون وذات ناقل اوتوماتيكى لان اطراف مستر اشرف امامها مهام كثيرة اكثر افادة للاقتصاد العالمى من الانشغال بالتعامل مع عصا السرعات او دواسة الفصل(ألدبرياج)، يضع الحاسب المحمول على المقعد المجاور له ثم يقوم بتوصيل الهاتف فى شاحن ولاعة السيارة(فلو توقف هذا الهاتف لحظة عن العمل لانهارت بورصة وول ستريت بفقدها للدعم المستمر الذى يقدمه لها مستر اشرف!!!!!!)،
يسأل اشرف نفسه دائما لماذا لم تقم احدى شركات المحمول باختراع شاحن لاسلكى يقوم بشحن سماعة الهاتف الأسنان الزرقاء التى تتشبث بجشع باذن مستر اشرف بنفس الطريقة التى تتبعها حشرة القراد مع قط ضال، الأمر الذى يضطر مستر اشرف لحمل سماعتين حتى اذا فرغت طاقه احداهما وضعها فى الشحن ووضع الاخرى على اذنه
يصل مستر اشرف الى الطريق العمومى ويدخل المعمعة، فكرة اشرف عن قيادة السيارة بسيطة جدا، السيارة هى كائن تافه يمكن استبداله فى اى وقت ،والطريق ومن فيه عبارة عن سبيل للوصول الى اماكن المقابلات والاجتماعات تعترضها بعض العوائق، وبالتالى فاسلوب القيادة يتلخص فى اجتياز هذة العوائق بأيه وسيلة، العائق اللى جنبه فاضى خد منه غزرة، العائق اللى أخره خمسة جنيه ويزول اديله 5 جنيه من درج التابلوه وعدى ، العائق اللى ممكن تزقه او تخبطه او تفوت من فوقيه حتى لو بخسائر فى السيارة دوس وميهمكش، يبقى لؤى يوديها للمسكرى وللا نبقى نبيعها ونجيب غيرها، ولو ان ده هيضيع يوم كامل فى المرور بدون اجتماعات ولا مقابلات وهذة فى حد ذاتها كارثة كبرى
وبالتالى فاننا غالبا ما نجد اسلوب قيادة اشرف لا يختلف كثيرا عن اسلوب قيادة سائقى سيارات الاسعاف مع استعمال النور والكلاكس بدلا من سارينة الاسعاف ، كل ما يهمه هو ان يفرغ الطريق من امامه، متفرقش معاه كتير ان حد يكسر عليه او ان حد يشتمه او ان حد يخبطه، الشارع باللى فيه كائنات جاهلة وفاضية وماوراهاش حاجة ، كل دورها فى الحياه بالنسبه له انها توسع علشان يعدى ويلحق البنك المركزى النيجيرى من الافلاس لو مكلمش عزت بيه فى بنك القرية علشان يخلص لبنك نيجيريا السلفة اللى هم عايزينها
يعنى تبقى انت ماشى بعربيتك فى امان الله على شمال طريق كله نصف مزدحم والناس كلها ماشية على ستين تلاقى اللى جاى من وراك بعربية سودا عمال يكلكس ويقلب نور، تبص فى المراية تشوف المزعج ده مين تلاقيه واحد عمال بيكلم نفسه(طبعا هو مش بيكلم نفسه لكن بيكلم الخنفساء الصينية الملتصقة باذنه)، وبما انك معندكش اى حل علشان تعدى المزعج ده فبتطنش وتسبه يرن، والغريبة انك كل ما تبص فى المراية تلاقيه لا بيبطل كلكسة ولا بيبطل كلام مع نفسه، ، لحد ما ربنا يسهلها وتلاقى متنفس فى يمين الطريق فتوسع للمذكور، تبص تلاقيه فط ونط وعدا منك زى الاعصار واختفى فى االأفق، انت طبعا مستنى منه انه يشتمك وللا يشوح لك وللا حتى يبص لك بقرف ، يعنى يبدى اى رد فعل يحسسك انك بنى آدم وكان لك وجود مؤثر فى حياته التلات دقائق الماضية، لكن الغريبة ولا الهوا، ولا ليك اى اهمية ولا وجود، طالما انك لا مدير فى شركة قطاع اعمال ولا مسئول ائتمان فى بنك فدورك فى حياته ميفرقش عن دور اى حجر فى الطريق، الثانية اللى هيشتمك فيها اهم عنده من انه يضيعها معاك وبعدين الثانية دى ممكن تتسبب فى ان رئيس وزراء مدغشقر يستقيل لو ملحقش يرتب منحة بنك الطعام لمدغشقر
اما لو حصل ان اشرف اصطدم بعربيته مع اى شخص فى الدينا ايا كان فغالبا بيكون كل همه برضه ان عربيته لسة دايرة وانه يخلص الموقف ويمشى ، يعنى ممكن يكون ميكروباص وللا نص نقل وللا اى كائن كسرعليه وخبطه ، لو لقى عربيته دايرة كل همه بيكون ان السواق التانى(الغلطان اصلا)ميستغلش حاجته للانصراف السريع ويركبه الغلط، وبمجرد ما يعرف يحل الحكاية دى بيطلع يجرى لا يلوى على شئ مع محاولة استعادة المكالمة المفقودة، وممكن جدا انه ينسى يشتم سواق الميكروباص اللى دمرله وش عربيته –ناهيك عن انه يطالبه بحاجة اصلا- اما بقى لو ادت الخبطة ان عربية اشرف توقفت عن العمل، فهنا تبرق السماء وترعد وتقوم الاعاصير وينسحل السواق المسكين تحت براكين علاقات مستر اشرف التى لا تنتهى، مع ان الراجل مغلطش يعنى، هو كل اللى عمله انه كسر على عربية من بتوع البهوات السكارتة دول وكسرها زى ما بيعمل كل يوم وبتعدى بدون مشاكل
عموما لو شفت اعصار اسود جاى عليك من ورا يقوده شاب متأنق يرتدى البدلة الكاملة فى عز الصيف حليق الوجه لا يكف عن الكلام مع طرف تانى غير مرئى، وسع من سكته ومتزعلش انه معملكش اى اعتبار لأن وراه حاجات اهم مليون مرة من ادراك وجودك على وجه الأرض

هناك 3 تعليقات:

  1. مستر أشرف ده بشوفه ساعات

    مبدع كالعاده يا سبعاوي بيه و الله ماشاء الله عليك

    :)

    ردحذف
  2. هاهاها... نص البلد عاملين فيها مستر اشرف

    ردحذف
  3. نفتقدك يا سبعاوى .. أين أنت ؟؟؟

    ردحذف