الثلاثاء، 6 يناير 2009

لغة الطريق

فى العالم كله يقود الناس سياراتهم وقفا لمنظومة ثابتة من اللوائح والقوانين ، من يخالفها يجد نفسه معاقبا عقوبة مؤلمة تجعلة يفكر الف مرة قبل اعادة المخالفةاما فى بلدنا العامر فغياب الردع يجعل كل واحد مننا يقود سيارته طبقا لمنظومته الخاصة من اللوائح والقوانين ،بعضها نابع من خلفيته التربوية ان وجدت، وبعضها نابع من نوعية سيارته من حيث الطراز وسنة الصنع وبعضها نابع من نوع العمل الذى تقوم به سيارته ويميزه لون السيارة ولوحاتها المعدنيةووهكذا فإننا بمتابعة الطريق نجد ان كل سائق سيارة له لغة فى قيادة سيارته تنتقل لمن حوله ، نشعر بها ولا نسمعها لكن لو تم ترجمتها الى لغة منطوقة لسمعنا فى عقولنا ما يقوله كل سائثق بأسلوب قيادته لسيارته، فيما يمكن ان نسميه : لغة الطريق وهذة امثلة للغة الطريق انا جمعتها اليوم خلال رحلتى الصباحية من اقصى جنوب شرق القاهرة القديمة حيث اسكن قرب الحدود بينها وبين محافظة حلوان المستحدثة الى وسط مدينة الجيزة معقل عسر الهضم المرورى للقاهرة الكبرى حيث يوجد مقر عملى، هذة الكلمات لم تسمعها اذنى لكن استوحاها عقلى من نمط قيادة هؤلاء لسياراتهم
شاب صغير السن يطير بسيارته التى اندفعت من جانبى كالبرق حتى اننى لمحتها بصعوبة -علما بأنى كنت ماشى 130 : دا ايه الكسل اللى انتم فيه دا، لما انتم لسة نايمين، نازلين من بيوتكم الساعة سبعة ليييييييييييييييييه؟
سائق تاكسى عطل الطريق كله علشان يركب زبون وبعدين اصابته حمى السباق والتكسير على مخاليق ربنا علشان يقذف بالزبون فى اقرب وقت ممكن ويركب غيره، مع انه قبل ما يركب الزبون كان ماشى يتدلع يدور على زبون ومعطل الطريق: انتم عايزين منى ايه يافندى انت وهو، احنا ناس نازلة الشارع تاكل عيش لكن انتم نازلين تتدلعوا وتزحمولنا الشوارع وخلاص، سيبونا انشتغل بأه
رجل كبير السن من المصابين بالسكتة القلبية المزمنة فى يسار الطريق: انتم عايزين منى إيييييييييييييييييييييييه؟ ماتسيبونى فى حالى
شاب يركب سيارة 133 متهالكة وعمال يدفس نفسه بيها فى وسط السيارات ويجبرهم على الوقوف او الإنحراف لتوسيع طريق له :ضربوا الأعور على عينه ، اللى خايف على عربيته يوسع
شابة تركب سيارة 127 وتسير على يسار الطريق وعينيها فى وسط راسها وحركة سيارتها فى الطريق لو بصينا عليها من فوق تشبه زلطة فى مجرى مائى ، كل العربيات بتيجى من وراها وتكسر يمين وتعديها وترجع شمال، اكيد الشابة دى بتقول: حرام عليكم، هو يعنى علشان انا بنت والعربية صغيرة تعملوا فيا كدة، انا كان ايه اللى نزلنى من بيتى النهاردة
سائق ميكروباص تويوتا يمارس كل الفنون البهلوانية بالشكل الذى يجعلنى اتصور انه لو كان مع احد الركاب إناء لبن لتحول الى زبدة من كتر الرجرجة التى سيحصل عليها: احنا بتوع الأسفلت ، ياللا يا واد انت وهو من هنا
سائق بوكس كحلى من اياهم حارق على الأولانى على 80 لحد ما العربية دخنت وبياخد اغبى غرز ممكن الواحد يتخيلها: الشعب فى خدمة الشرطة
سائق سيارة سياحة يعتبر ان كل ما امامه من سيارات هو نوع من انواع التراب الذى سيكنسه الى احد الجانبين بمقدمة سيارته: الطريق للأساتذة فقط التلامذة توسع
سائق سيارة ذات لوحة ارقام خضراء وعلم ما يرفرف على رفرفها يتصرف بمنتهى الغطرسة مع كل من حوله: انا تبع الحماية يا كلاب
سائق اتوبيس النقل العام: الكبير كبير والصغير منعرفووووووووووووووش
سياره فاخرة سوداء زجاجها فيمية اسود ونمرها سوداء وكل حاجة فيها اسود من قلوب كفار قريش مجتمعة، ينفتح شباكها لتخرج منه يد تطفى رماد السيجار في حين يقوم قائدها بالكسر على عبد من عباد الله الغلابة: انت عارف انت بتكلم مين يا فسل؟
واخيرا السواد الأعظم من راكبى الكورى واليابانى ممن تخطوا الثلاثين يقولون لكل من حولهم: اعمل اللى انت عايزه بس ماتجيش ناحيتى

هناك تعليق واحد:

  1. انا اللى كنت راكب ال133 هاهاهاها

    ردحذف